جابت مسيرات شعبية أمس عدداً من شوارع العاصمة اليمنية صنعاء مطالبة الرئيس اليمني علي عبدالله صالح بأن يعيد ترشيح نفسه بعد أن كان أعلن عزوفه عن الترشح لفترة رئاسية قادمة مكتفيا بالمدة التي قضاها في حكم اليمن على مدى عاماً.
وطالب المتظاهرون الذين قدروا بالآلاف أن يعيد صالح ترشيح نفسه في الانتخابات المقبلة المزمع أن تتم في سبتمبر/أيلول المقبل وان يترشح للفترة الرئاسية المقبلة التي تمتد إلى العام . وكانت الأحزاب اليمنية والحزب الحاكم وقعت الأحد الماضي اتفاق مبادئ من أجل ما سمي نزاهة الانتخابات المحلية والرئاسية.
بعد هذه المدة الطويلة في الحكم وعزوفه هو شخصياً - وفقاً لتصريحاته - عن الحكم، يطالب اليمنيون صالح بإعادة ترشيح نفسه، فلماذا؟ هل انجازات صالح خلال فترة حكمه تعتبر «معجزة» إذ إن وصول مترشح آخر قادر على إدارة أمور الحكم يعتبر مستحيلاً؟ هل هناك ضغوط من قبل الحزب الحاكم على الشعب والرئيس لإعادة انتخابه؟ هل اليمنيون خائفون من وصول رئيس آخر لا يعرفون كيف سيدير بلادهم؟
أسئلة يثيرها موقف شريحة كبيرة من الشعب اليمني الذي لا يدل واقع الحال الذي يعيشه عن رضا «لا يوصف» عن حكم صالح. فالمشكلات التي يعاني منها اليمنيون كثيرة وعلى جميع الأصعدة، وهناك من التقاليد والحوادث القبلية «البشعة» شبه اليومية من ذبح واغتصاب ما يدل على ابتعاد كثير منهم عن القيم الإسلامية، وذلك يعطي انطباع بعدم استقرار البلاد والتطور. وهناك أيضاً معارضة سياسية قوية تمثلت أخيراً في تمرد «الحوثيين» والذي راح ضحيته المئات، إذ قمع بشدة من قبل الجيش اليمني.
إذا كان اليمنيون متمسكون بصالح فهذا شأنهم، ولكن ينبغي في النهاية أن يكون هناك تغيير في الأوضاع داخل اليمن، وتجديد في العقلية اليمنية، والتخلص من الرواسب القبلية. وبالتأكيد ينبغي أن لا يقتل المعارضون ويسحقوا لمجرد المطالبة بحقوقهم السياسية
إقرأ أيضا لـ "خليل الأسود"العدد 1383 - الإثنين 19 يونيو 2006م الموافق 22 جمادى الأولى 1427هـ