طوال السنوات الماضية ومنذ ظهور التنظيمات الشبابية لم نر أي تحرك فعلي من قبل التنظيمات ذات التوجه الديمقراطي (اليساري) لخلق جبهة شبابية ديمقراطية تعمل بأجندة وطنية موحدة لا بانفراد كل تنظيم، بل بوضع برنامج شبابي مشترك يخدم قضايا الشباب بجميع توجهاتهم.
فمع علم تلك التنظيمات بقلة انتشارها جماهيريا بين أوساط الشباب ومع علمها أيضا بصعوبة توحد مواقفها بشكل كبير مع باقي التنظيمات التي تختلف معها في كثير من المواقف، بل وعملها على عرقلة مسيرتها، فإننا لم نشهد تلك المبادرات التي تهدف إلى رص الصفوف وتوحيد الجهود، بل كانت خلافات الماضي التي امتدت من السبعينات هي ما أدى لضياع فرص الالتقاء التي هي تعتبر فعلاً فرصاً كبيرة.
ولا تعني مسألة توحد الشباب الديمقراطي محاربة التوجهات الأخرى، بل إن هذا التوحد يجب أن يبنى على أساس وطني متين يحترم الآخرين ويكون هدفه الأساسي إيصال صوته الشبابي المغاير بكل قوة لجميع فئات المجتمع كما يعمل بشكل صادق مع التنظيمات الشبابية كافة في نصرة قضايا الشباب المشتركة، فهناك نقاط تلاق أيضا مع اختلاف التوجهات وذلك لخدمة الوطن، فتاريخ الحركات اليسارية تاريخ مشرف وما قدمه الشباب اليساري طوال السنوات التي غاب فيها الحس الديمقراطي في الوطن ليس بقليل.
ولهذا فإن ما ينبغي على الشباب الديمقراطي هو أن يقف جنبا إلى جنب ليحفظ تاريخه ويعمل مجددا على التواصل الفعلي مع الشباب والمجتمع، فهو قادر على ذلك متى ما توحد فما يملكه من كوادر وطاقات متميزة يؤهله لبلوغ مبتغاه الذي يصب في المصلحة العامة
العدد 1382 - الأحد 18 يونيو 2006م الموافق 21 جمادى الأولى 1427هـ