على رغم أن عمر حكومة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي لم يتجاوز شهراً فقط، فانها حققت إنجازات مهمة على أرض الواقع، أهمها القضاء على الزرقاوي في عملية تحسب للحكومة العراقية أكثر مما تحسب للقوات الأميركية التي نفذت العملية من دون أن تعرف هوية المستهدف! إنجاز وجه ضربة قاصمة لهذا التنظيم الذي يعاني أصلاً من فقدان الدعم الداخلي، بعد أن بات عبئا ثقيلا على من كان يأويه.

كذلك الخطة الأمنية الجديدة التي تنفذها القوات العراقية بدأت تغير كثيراً من الخريطة الأمنية في بغداد، إذ قلت بشكل كبير جداً العمليات الإرهابية ضد المواطنين وأعادت هيبة الدولة. هذه الحملة رافقها حوار «هادئ وسري» مع الجماعات المسلحة «المحلية» التي لم تلطخ أيديها بدم العراقيين للمشاركة في مؤتمر المصالحة المقبل. موقف يؤكد جدية الحكومة في إيجاد توازن بين الحل العسكري والسياسي للأزمة، من أجل تحقيق مصالحة وطنية حقيقية، أثمرت حتى الآن إطلاق سراح آلاف المعتقلين. كما نجحت حكومة المالكي في إعادة الهدوء إلى البصرة بعد أن حاولت أطراف (بعضها محسوب على الائتلاف العراقي) الصيد في الماء العكر لإحراج الحكومة لتحقيق مكاسب سياسية ضيقة، لكن المالكي نجح في تحويل «الفخ» إلى نجاح ساحق له وللحكومة.

حكومة المالكي تسير على الطريق الصحيح، وهي بحاجة لدعم داخلي وخارجي كبير لمواصلة مشوار النجاح، أما محاولة وضع العصي في العجلة فهي خطأ كبير