العدد 1382 - الأحد 18 يونيو 2006م الموافق 21 جمادى الأولى 1427هـ

تمجيد النظم السياسية

محمد العثمان Mohd.Alothman [at] alwasatnews.com

أن يكتب أحد الكتاب معجباً بالنظام السياسي لأية دولة، أو منظمة سياسية محلية أم دولية، ذلك لا يُعد عيباً. ولكن هناك فرق بين المديح المنطقي، المقبول عقلاً وشرعاً، وبين استغباء الناس (القراء والكتاب ومجموعة المتابعين). فإذا كانت الكتابة - مثلاً - عن تمجيد النظام السياسي الإيراني بهياكله التنظيمية، وسياسته الخارجية (التي لا يعرف لها أول من آخر) أو الداخلية (القمعية) إذ لا وجود لأية معارضة. أم تلك السياسة ابان الحرب العراقية - الإيرانية، والتي ذهب ضحيتها الفقراء المتطوعون للحرب والحالمون بوطن إسلامي كبير لا فرق فيه بين العربي والأعجمي إلا بالتقوى!

ليست الإشكالية في أن تمتدح السياسة الإيرانية أو الأميركية أو غيرهما، ولكن العقل والمنطق والموضوعية تحتم ألا يكون عقل وفكر الكاتب في إجازة برهة طويلة أو في غيبوبة دائمة، وكأن لا أحد يلاحظ أو يقرأ كلامه إلا مادحاً، فإن عليه أن يفوق من إغفاءته، ويصحو على أنين العرب المنسيين من قائمة المناطق الايرانية، والتي لم يشفع لعمارها والاهتمام بها، أن سكانها من الشيعة الجعفرية. وليس لإهمالها المتعمد أي مبرر منطقي سوى أن أهلها هم من العرب الأقحاح!

كتابة العبارات الإنشائية التمجيدية لهذا النظام أو ذاك، خطورتها تكمن حين الاسترسال حد الغرق والهلوسة، والثناء والمديح الصوفي لإيصال الحبيب أو المعشوق حد عنان السماء ومعجزة المشي على الماء! وكأن هذا النظام ليس به مثالي يراها الصبي غير المميز قبل اليافع...!

آلة الحياكة التمجيدية دائرة مستديمة، وللنظام الأميركي الامبريالي نصيب مدرج ضمن تروس الآلة التمجيدية، على رغم خروج تقيحاته في اكتشاف المعتقلات السرية التابعة للسي. آي. أيه. خلافاً لفضائح «أبوغريب» و«غوانتنامو»، إضافة إلى الدجل المرافق للخارجية الأميركية منذ قديم، مروراً بكذبة أسلحة الدمار الشامل! وهكذا، ففي استمرارية آلة المديح لدولة الحرية والاستقلال، والأمة الأميركية، يتغافل البعض إن الأمة الأميركية؛ هي أمم، لها أول وليس لها آخر! تبدأ بالحي الصيني ولا تنتهي عند مداخل بوابات «تكساس» و«كاوبوي» الحدود «المكسيكية»، و«مافياوات» السلاح والمخدرات، والأخيرة تتهادن معها الإدارات الأميركية المتعاقبة.

نسي أو يتناسى (البعض) أن الولايات المتحدة الأميركية، التي تبشر العالم بأحلام وردية عن الديمقراطية، بحسب مقاساتها، انها (أميركا) تعاني من أمراض اقتصادية واجتماعية، فهناك أكثر من مليوناً من مواطنيها يعيشون تحت خط الفقر، أي في المئة من عدد السكان، والجرائم الاجتماعية في زيادة مستمرة فاقت المعدلات العالمية المتعارف عليها بنسبة بلغت في المئة. إضافة إلى نزاعات عرقية وطائفية تكاد تعصف بالمجتمع الأميركي، أضف إلى ذلك التضخم، والبطالة، وانتشار الاحتكارات، ووجود جماعات التطرف الأميركي التي تصل في أعلى التقديرات إلى جماعة، وفي أقلها جماعة، مارست عنفاً طائفياً، إحداها حادثة «أوكلاهوما» الشهيرة وغيرها. ناهيك عن التمييز العرقي! فهل هذه الأمة التي تبشرنا بها يا أيها الزميل العزيز! غفر الله لك. إن كنت تعلم فتلك مصيبة وإن... وذلك مما لا أشك فيه، وعلى ذلك؛ فالمصيبة أعظم

إقرأ أيضا لـ "محمد العثمان"

العدد 1382 - الأحد 18 يونيو 2006م الموافق 21 جمادى الأولى 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً