العدد 1382 - الأحد 18 يونيو 2006م الموافق 21 جمادى الأولى 1427هـ

خلل في منهج التعليم

علي نجيب ali.najeeb [at] alwasatnews.com

منوعات

قبل بضعة فصول حينما كنا ندرس أول مقرر تخصص ضمن خطة تخصص التسويق، تحرك في ذهن أحد الطلاب سؤال أبى إلا أن يوجهه إلى الآنسة التي تقوم بتدريسنا، إذ قال: «كنت أعتقد أن تخصص التسويق يكسب الطالب مهارة التسويق وكيفية وضع العروض وكيفية التعامل مع الزبائن... إلخ، بينما أجد أن ما هو موجود في المقرر ليس إلا مجموعة من النظريات التي لا ترتبط بالواقع بصلة، ولا تكسب الطالب أية مهارة فيما لو عمل في مجال التسويق مستقبلا»... وكانت إجابة الآنسة: «كان من المفترض أن تعرف أننا في الجامعة ندرس الأمور الأكاديمية، أما ما يختص بالمهنة من وضع العروض وكيفية التسويق الفعلي فبإمكانك أن تتعلمه من خلال دورات تسويق خارجية».

بهذه الكلمات ختمت الحوار، وفتحت أبواباً لا مفتاح يغلقها، إذ إن الجميع أخذ يتساءل عن هدف وجودهم في ذلك الصف وفي ذلك التخصص، فلا يعقل أن يتخرج جميع من يدرسون التسويق ليصبحوا أكاديميين في مجال التسويق، والأمر الآخر المثير للحيرة هو مدى قدرة طالب متخرج بعد أربع سنوات من دراسة التخصص وليس لديه سوى الخلفية الأكاديمية التي تختلف من دون شك عن الواقع العملي في قلب السوق، من العمل ضمن قسم للتسويق بما تعلمه من نظرية لا يعي سوى حفظها لكي يجيب عن أسئلة الامتحان بعد ذلك، أضف إلى ما سبق أن العمل في الكادر الأكاديمي للتخصص ليس أمراً سيئاً، إلا أن المؤكد أن الطلبة الذين يدرسون أي تخصص مهما كان لا يطمحون لتدريسه، بل إلى مزاولته كمهنة وتجربة ما تعلموه في هذا المجال، فإن كانت دراسة الجامعة لا تهيئ لذلك، فما جدوى الدراسة سوى الشهادة الشكلية التي تتفضل بها الجامعة على الطلاب؟!

لن نطالب بتدريب عملي، لأنه من وجهة نظري حل صوري، لكننا نحتاج إلى مناهج معدلة وفق خطة تدريب وتهيئة موازية للتعليم الأكاديمي والنظريات، حتى نحرز أكبر قدر من الفائدة المرجوة خلال عملية التعليم في الجامعة

إقرأ أيضا لـ "علي نجيب"

العدد 1382 - الأحد 18 يونيو 2006م الموافق 21 جمادى الأولى 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً