العدد 1382 - الأحد 18 يونيو 2006م الموافق 21 جمادى الأولى 1427هـ

أسئلة تتردد على «الوفاق» تحتاج إلى توضيح

سكينة العكري comments [at] alwasatnews.com

مع قرب استحقاقات الانتخابات النيابية يسألني كثيرون هذه الأيام: هل الوفاق فعلاً جادة في دعم وجوه نسائية للانتخابات المقبلة؟ أجيب وأقول: لم لا؟ ولكن الواقع أكثر صراحة من الإجابة الدبلوماسية التي نحاول الرد بها على الأسئلة المتلاحقة التي لا تفتأ أن تتوقف، لأن السؤال يطرح ولكن الواقع يحلل ويكشف الكثير من الأمور التي ربما لا تحتاج إلى إجابات.

السؤال المتكرر الذي لم أجب عنه مرة واحدة بشكل مختلف: هل ستنزلين الانتخابات النيابية المقبلة؟ كان هذا السؤال قبل إعلان الوفاق موقفها من المشاركة، وكنت أجيب دائما: «إلى الآن لم تحدد الوفاق موقفها من المشاركة من عدمها، وبالتالي لا يمكن استباق الأمور، ولكل حادث حديث. فلا يمكن التقرير في مسألة كهذه قبل إعلان المؤسسة عن موقفها، كما لا أعرف موقف الوفاق من ترشح المرأة للعمل النيابي بلحاظ موقفها من مشاركتها في العمل البلدي، وانتفاء التعقيدات الميدانية من العمل النيابي». الآن وبعد أن حسمت الوفاق موقفها وإعلان المشاركة، وبعد تأكيد الأمين العام للجمعية من خلال التصريحات أن المرأة ستشارك في الانتخابات كما سيتم دعم امرأة واحدة على الأقل، يأتي السؤال مجدداً في محاولة الحصول على إجابة مقنعة، هل تنوين الترشح للانتخابات النيابية المقبلة؟ الإجابة التي لم تتغير إلى الآن بل لن تتغير حتى غداً: «الوفاق هي من تختار مرشحيها ولا يمكن لأي كائن من كان أن يبدي رغبة أو يطمح للحصول على منصب سياسي هنا أو هناك وبالتالي يزكي نفسه، وأن هناك آلية معينة ستتبع في اختيار المرشحين النساء والرجال، وتعتمد بالدرجة الأولى على مبدأ الكفاءة والإخلاص في العمل إلى جانب حظوظ المترشح في الفوز وهذا بطبيعة الحال يعتمد على استطلاع آراء قادة الرأي في الدوائر، وبالتالي احترام قرار المؤسسة شيء مطلوب. الآن تشكل القائمة من قبل الأمين العام وعلى كوادر الوفاق أن تحترم إرادة الأمين العام وجمهور الوفاق، ولا يمكن حسم مسألة الترشح من عدمه بقرار شخصي».

طبعاً البعض يعرف بتفاصيل الأمور ويستوعب الآلية التي في ضوئها تحدد الوفاق مرشحيها خصوصاً المتابعين والمقربين جداً من الوفاق والبعض الآخر وهم عموم الناس لا يغرق نفسه في التفاصيل وكل ما يعرفه فقط العناوين الواسعة الكبيرة وبالتالي يحاول أن يجهد نفسه في التحليل والاستقراء، فربما يصيب وربما لا. الآن وبعد الضجة المفتعلة المبرمجة من قبل الصحافة المحلية في اعتبار أن هناك وعياً مجتمعياً متحققاً باتجاه التمكين السياسي للمرأة وهذا لا يمكن التنكر له، خصوصاً بعد الإنجازات الكبيرة التي تحققت للمرأة البحرينية طوال السنوات الماضية، واستكمالاً لذلك يرغب المجتمع في وصول المرأة إلى مواقع صنع القرار السياسي بالانتخاب أيضاً. فهناك وعي مجتمعي وهناك تشريعات متقدمة تتيح للمرأة حصولها على حقها السياسي كمرشحة أيضا. المؤسسات الرسمية حاولت مغازلة الوفاق أكثر من مرة باعتبارها أكبر جمعية سياسية وتمثل تياراً كبيراً، وبالتالي إمكان وصول امرأة إلى المجلس المنتخب أمر سهل ويمكن تحقيقه من قبل الوفاق، والتيارات الأخرى مشكوك في قدرتها على ذلك.

وفي الوقت الذي ينتظر الناس الإعلان عن قائمة الوفاق الأولية أو حتى النهائية، يحاولون استقراء الساحة ولاسيما أن الصحافة كل يوم تعلن أسماء مطروحة هنا وهناك، ولا نعرف مدى دقة الأسماء أو أنها تعبّر فعلاً عن رغبتهم الحقيقية في المشاركة في هذا الضجيج السياسي. وقد زج بأسماء كثيرة على مدى الشهور الخمسة الماضية بهدف تنشيط الحراك السياسي وامتحان الأشخاص ومعرفة رأي الشارع. من خلال تلك الخطوات والإجراءات التي حصلت في الماضي، يترآى إلى البعض عدم جدية الوفاق في دعم وجوه نسائية للمشاركة في الانتخابات النيابية، ولا أعرف لم سوء الظن هذا، بلحاظ تصريحات الأمين العام التي ما برحت تؤكد مسألة مشاركة المرأة، ولو أنها لن تشارك لأكد هذا التوجه في خطابه؛ ولحفز الوفاق على البوح بأسرارها قبل الإعلان الرسمي للأسماء نجد أن هناك تحركات غير مسبوقة بتصريحات غير دقيقة وقرارات لا تمت للواقع بأية صلة، خصوصاً عندما بالغت إحدى الصحف وذكرت في أحد تقاريرها أن أربع وفاقيات يرغبن في الترشح للانتخابات النيابية بشكل مستقل. ولن أتكلم عن الأربع ولكن سأتكلم عن نفسي فقط لأن السؤال الذي تكرر بشكل مزعج: هل ترغبين في الترشح بشكل مستقل في حال عدم حصولك على دعم الوفاق؟ والإجابة باختصار شديد اضطر إلى إعادتها من جديد: أساساً أنا لا أرغب في الوقت الراهن في المشاركة في الحياة النيابية لارتباطي بعدة مشروعات شخصية، ربما أطمح في الحصول على منصب سياسي ولا أرغب في خوض الانتخابات النيابية في الوقت الراهن، وكل ما أقوم به الآن من نشاط سياسي بهدف التنمية والتثقيف السياسي والتدريب ليوم غد، ولكن إذا ما طلبت مني المؤسسة التي أنتمي إليها التخلي عن مشروعاتي الخاصة حالياً والانضمام إلى قافلة العمل النيابي سأكون حينها أحد هؤلاء، ولكن إذا لم يطلب مني فأنا لا أرغب في خوض ذلك، وما أتمناه فعلاً أن تدعم إحدى كوادر الوفاق للعمل النيابي لاعتقادي أن وجود المرأة في العمل النيابي مهم جداً ولا يمكن التقليل من شأنه، فالمرأة هي الأقدر على إدارة ملفاتها بنفسها بدرجة عالية، أكبر بكثير من أي رجل آخر، ولا أبالغ إذا ذكرت ذلك».

وهي إجابة فيها تفصيل لضمان وصول الرسالة سليمة من دون تشويش لعل وعسى أن تتضح الأمور لدى من يعتقد أن هناك تحركات رامية أسعى من خلالها التمرد على المؤسسة التي أنتمي إليها، وأؤكد أنه لم ولن يكون ذلك لأنني لا أحمل أهدافاً ذاتية ولا شخصية، والمصلحة العامة مقدمة عندي على الأمور الأخرى. لا أدعي الكفاءة أو الإخلاص في العمل، وأترك التقييم للآخرين ممن أعمل معهم لكي يصدروا أحكامهم ، فلا أزكي نفسي ولا أحترم الإنسان الذي يزكي نفسه. احترم قرار المؤسسة وأمتثل لقرارات المرجعية العلمائية، وأؤمن بالثقافة الحزبية وأدعو الجميع إلى الالتزام بها، ولا أشعر بالهزيمة أو الظلم، ورضا الناس غاية لا تدرك. أتمنى أن أكون قد وفقت في الإجابة عن الأسئلة التي تحتاج إلى توضيح

إقرأ أيضا لـ "سكينة العكري"

العدد 1382 - الأحد 18 يونيو 2006م الموافق 21 جمادى الأولى 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً