العدد 1382 - الأحد 18 يونيو 2006م الموافق 21 جمادى الأولى 1427هـ

تصرفات بتلكو

جاسم حسين jasim.hussain [at] alwasatnews.com

تشير الكثير من المؤشرات إلى أن شركة البحرين للاتصالات السلكية واللاسلكية (بتلكو) في حرب مع المجتمع البحريني، فهي تحارب على أكثر من صعيد ومن دون سبب وجيه. بل إن «بتلكو» ليست بحاجة لهذه الجبهات التي فتحتها لنفسها وخصوصا أن لها أعداء من كل حدب وصوب يترصدون بها الدوائر.

فمن جهة يلاحظ أن الشركة في حرب غير معلنة مع هيئة تنظيم الاتصالات أو (الهيئة). وقد ظهرت الأزمة إلى العلن خلال الأسبوع الماضي بدليل استصدر الهيئة لأوامر تطالب بتلكو بالكف عن عرض خدمة «برود باند» بقيمة عشرة دنانير لأنه لم يستوفِ الشروط اللازمة. وكان لافتا طلب الهيئة للشركة باسترجاع المبالغ المحصلة زائدا تقديم اعتذار للزبائن. وكنا قد أشرنا في مقال يوم أمس (الأحد) إلى أن العلاقات بين بتلكو والهيئة متوترة إلى أقصى حد ممكن.


سياسة العقاب الجماعي

من جهة أخرى، فتحت شركة بتلكو حرباً أخرى مع عامة الناس وذلك عند إلغائها ومن جانب واحد خدمات الانترنت المقدمة وبأسعار متفق عليها سلفا، إذا هكذا ومن دون سابق إنذار قررت الشركة تعديل رسوم خدمات الانترنت. بل إن بتلكو لم تسمح للناس لتكيف أوضاعهم قبل دخول التسعيرة الجديدة حيز التنفيذ. على أقل تقدير كان المطلوب من بتلكو تأخير تنفيذ الأسعار الجديدة إلى مطلع العام وخصوصاً أن أوضاعها المالية ممتازة لدرجة أنها تثير اللعاب.

المؤكد أن عقد تقديم خدمة الانترنت مقابل دينارا شهريا مقابل سرعة محددة على سبيل المثال منح الشركة حق إعادة التسعير متى شاءت. طبعا لم يقم عملاء الشركة بشرح هذه التفاصيل للزبائن عند حصولهم على الخدمة إذ كان التركيز على مزايا وليس شروط العرض.

ثم إن السبب الرئيسي لقيام بتلكو بهذه الخطوة يكمن في وضع حد لظاهرة حالات الشبكات المنزلية وهي ظاهرة مشهورة في البلاد وليست بحاجة إلى شرح. بدورنا نعتقد أن من حق بتلكو محاربة هذه الظاهرة. يبقى ما هو ذنب الأفراد الذين لم يسيئوا استغلال الخدمة المقدمة حتى تقوم الشركة بإعادة تسعيرة الخدمة المقدمة لهم، فنسبة كبيرة من المواطنين والمقيمين كانوا يلتزمون بالقانون جملة وتفصيلا وكان همهم الأول توفير الخدمة لأبنائهم لأغراض التعليم والتسلية، يبقى أن ما قامت به بتلكو يشبه سياسة العقاب الجماعي وهي سياسة تمارسها جهات إقليمية لا نرغب في تسميتها.


أرباح طائلة

أشرنا في البداية إلى أن بتلكو ليست في حاجة إلى فتح جبهات بها جريا على قاعدة «من كان بيته من زجاج» وخصوصا أن الأوضاع المالية تبشر بالخير. فقد نجحت الشركة في تحقيق صافي ربح قدره , مليون دينار (أي مليون دولار) في الربع الأول من السنة الجارية. ويمثل هذا الرقم زيادة بنسبة , في المئة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. ولغرض المقارنة ليس أكثر، حقق كل من بنك البحرين الوطني وبنك البحرين والكويت صافي أرباح قدرها ملايين و ملايين دينار على التوالي في الشهور الثلاثة الأولى من العام الجاري.

حقيقة القول إن أكثر ما نخشاه هو فشل تجربة تحرير قطاع الاتصالات وتحديدا مشروع قيام الجهات الرسمية بممارسة دور المنظم للنشاط الاقتصادي، الجدير ذكره، يعمل مجلس التنمية الاقتصادية (وهي الجهة المخولة برسم السياسات الاقتصادية للمملكة بالتعاون مع مجلس الوزراء) في حصر دور الحكومة بالجهة بمراقبة الأداء الاقتصادي مع ترك المنافسة بين شركات القطاع الخاص، فما يحدث في قطاع الاتصالات هو أمر لا يخدم عامة الناس بكل تأكيد.

ختاما ربما يكمن حل معضلة قطاع الاتصالات بتفكيك «بتلكو» إلى عدة شركات، واحدة تهتم بتقديم خدمة النقال وأخرى لتقديم الانترنت وربما أخرى لتقديم مختلف الخدمات الأخرى وعندئذ تصبح المنافسة على قدم المساواة مع الشركات الأخرى

إقرأ أيضا لـ "جاسم حسين"

العدد 1382 - الأحد 18 يونيو 2006م الموافق 21 جمادى الأولى 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً