في شهر المونديال يكثر ويحلو الكلام.
ومن بين السطور نقرأ ونسمع عن المقارنات والمعادلات الكروية التي تكسر أحياناً المنطق والمقاييس على رغم ان المونديال الألماني مازال يبتسم للكبار ويرفض المفاجآت المدوية من الصغار.
فمثلاً هناك منتخبات أوروبية تعرضت لهزائم كبيرة مثل خسارة أوكرانيا أمام اسبانيا صفر / وصربيا أمام الارجنتين صفر/ في حين نلاحظ منتخبات آسيوية وإفريقية لم تتعرض حتى الآن لهزائم ثقيلة، ونتساءل: ماذا لو تعرضت منتخبات آسيا أو العربية لمثل هذه الهزائم الثقيلة؟... فبالتأكيد حينها ستطالها عبارات الاستهزاء والاستخفاف، مثلما قوبل به المنتخب السعودي عندما خسر أمام ألمانيا صفر/ في مونديال .
وطالما يتذكر البحرينيون ويحلمون بمنتخبنا كلما رأوا مباراة لمنتخب ترينيداد وتوباغو في المونديال بعدما خطف منا بطاقة التأهل في اللحظة الأخيرة، فإن البعض يسأل كيف سيكون حال منتخبنا لو كان تأهل وواجهه السويد وإنجلترا؟
وبالتأكيد أن مثل هذه الأمور الافتراضية لا تخضع إلى مقاييس لكن يمكن اذخها من باب التقويم، إذ ان ترينيداد خطفت التأهل من البحرين بصعوبة في الملحق الأخير «ذهاباً وإياباً صفر«، ومن دون فوارق فنية كبيرة، وعليه فإنه يمكن لمنتخب البحرين - لو تأهل - ان يلعب بأسلوب المفاجأة الذي طبقه الفريق الترينيدادي في مباراتيه وانتزع التعادل مع السويد وخسر في الدقائق الأخيرة أمام إنجلترا صفر/.
ومن ضمن المعادلات والمقارنات، فوز استراليا الساحق على اليابان في قمة آسيوية جمعت أقوى منتخبين في القارة حالياً، فهل ذلك يعني ان استراليا هي الزعيمة القادمة بقوة إلى العرش الآسيوي في البطولات القارية بعد انضمامها الحديث إلى القارة؟!
وماذا يعني فوز المكسيك الساحق على إيران وتعثرها بالتعادل والاداء السلبي مع انغولا المتواضعة والمشاركة للمرة الأولى في المونديال؟
ومن المعادلات المعكوسة في المونديال ان الاداء الرائع لا يكفي احياناً، وهو ما ينطبق على منتخب أفيال ساحل العاج الذي تحسر الكثيرون على خروجه المبكر بعد خسارتيه أمام الارجنتين وهولندا على رغم المستوى المتميز اللافت الذي ظهر به ولا يستحق الخسارة، وربما ظلمته القرعة عندما وضع في هذه المجموعة ولو كان في مجموعة أخرى لكان أحد أطراف الدور الثاني.
ويطول الكلام عن المونديال وسننتظر الكثير من المعادلات والمفارقات في الجولات المقبلة
إقرأ أيضا لـ "عبدالرسول حسين"العدد 1381 - السبت 17 يونيو 2006م الموافق 20 جمادى الأولى 1427هـ