هذه الصيفية ستكون ساخنة على الآخر في دولتين خليجيتين. .. هما الكويت والبحرين... الانتخابات النيابية
أوجه التشابه في الانتخابات النيابية التي ستجرى في الدولتين الشقيقتين... الكويت والبحرين... هو أن الشارع السياسي العام (في كلتا الدولتين) يعرف بأن الانتخابات سوف لن تكون نزيهة، وأن السلطة ومن بيدهم القرار سيتدخلون ويلعبون ويضربون من تحت الحزام، حتى يفوز من يريدونه أن يفوز ويخسر من لايريدونه أن يفوز... وعلى هذا الأساس فإن الرئيس السابق لمجلس الأمة الكويتي أدلى بتصريح صحافي شديد اللهجة إلى الأسرة الحاكمة، وحذرهم من التدخل في الانتخابات واللعب بالنار، وشراء الذمم والأصوات، وعرقلة نزاهة العملية الانتخابية لضمان تشكيل برلمان موال للحكومة، ويعني أن الذي يلعب بالنار يحتمل أن ينكوي بها.
في مملكة البحرين كانت هناك تصريحات كثيرة مشابهة لتصريحات الاخوة في دولة الكويت، وكلها تنصب تقريباً في خانة عدم ضمان نزاهة الانتخابات النيابية القادمة... فرئيسة لجنة التدريب والتثقيف بالجمعية البحرينية لحقوق الإنسان الأخت زينب الدرازي كانت قد أعلنت ان الحديث عن التصويت الإلكتروني يكتنفه الكثير من الغموض، وإذا كانت الدولة مصرة على المضي قدماً في التصويت الإلكتروني فما هي الضمانات اللازمة التي ستقدمها الدولة لمنع عملية التزوير والتلاعب في عملية حساب الأصوات... والله كفو عليك... والأخ رئيس جمعية العمل الوطني إبراهيم شريف رفض طريقة التصويت الإلكتروني (جملة وتفصيلاً) واستشهد بمقولة الزعيم الروسي ستالين بأن نتيجة الانتخابات لا يحددها من يقترع ولكن يحددها من يقوم بعد الأصوات... طبعاً ستالين كان متهماً من قبل الدول الغربية بأنه دكتاتور، وهو يقول إن الحال وحدة.
في عملية التصويت الإلكتروني (سيئة السمعة) فإن حساب عدد الأصوات سيكون سرياً للغاية، وممنوعاً الاطلاع عليه إلا لمن يهمه الأمر... وكأنه أمر عمليات صادر لشن الحرب العالمية الثالثة... طبعاً الأخت مديرة إدارة الانتخابات والاستفتاء الشيخة منيرة بنت عبدالله آل خليفة كانت قد صرحت بأن مملكة البحرين عازمة على استخدام «تقنية» التصويت الإلكتروني في الانتخابات المقبلة ولا تراجع... وأنا أعتقد بأنها تقصد تنقية مجلس النواب بحسب الأهواء وليس تقنية... ولكنها تستدرك وتقول إن التصويت الإلكتروني ليس إجبارياً، والدولة ستوفر (لمن يرغب) التصويت التقليدي في أماكن محددة وكل واحد يصوت بالطريقة التي تعجبه ويراها مناسبه. يا الشيخة احنه ما نتكلم عن طريقة التصويت إن كان الكتروني أو كارتوني، إن كان بالكمبيوتر أو بالقلم أو بالبصمة... احنه نقول ماهي الضمانات التي ستقدمينها للناخبين والمترشحين لضمان عدم حساب الأصوات من تحت ليه تحت؟ وماهي الضمانات التي ستقنعين فيها الناس بأنكم لن تقوموا بتسجيل الكثير من الأصوات الوهمية لحساب من تريدونه أن يفوز ؟... أصلاً جميع البحرينيين يعلمون بأن الورق الذي تطبع عليه البطاقات الشخصية متوافر عندكم وبكميات كبيرة، والأسماء الوهمية جاهزة للطباعة مثل طافش طفوش المطفش وزوجته نقعة منقوع الناقع. شراء الذمم والأصوات صاير على بيزة في هذه الأيام، والتنصل من ايديولوجيات الماضي الماركسية، وتحزباتها الممنوعة أصبحت السمة الرئيسية لعدد من النواب الحاليين والطامعين إلى المناصب الوزارية التي تأتي معها الأراضي البحرية
إقرأ أيضا لـ "سلمان بن صقر آل خليفة"العدد 1380 - الجمعة 16 يونيو 2006م الموافق 19 جمادى الأولى 1427هـ