ليس من باب الأمنيات الضاربة في الآفاق والبعيدة المنال، هو حلم التكامل الاقتصادي والاندماج السياسي، أ
قطر والبحرين، كما كتب رئيس التحرير منصور الجمري قبل أيام، من الممكن اعتبارهما النواة، والبذرة الصالحة لتعاون أشمل وأعم بين دول الخليج العربية. بينهما أكثر من جسر خرساني يبنى الآن. بينهما جسر من العلاقات الاجتماعية الوثيقة والمتجذرة في أقاصي أعماق تربتي البلدين، ووشائج كامنة بين حنايا ضلوع الشعبين الشقيقين. المدماك الأساس لتلك العلائق هو الأسر المشتركة والأنساب والاصهار والأجداد والأحفاد... بيننا وبين أهلنا في قطر أكبر من تدفقات الأموال أو الأيدي العاملة، بيننا وبينهم دين مشترك، وعادات وتقاليد اجتماعية، وهموم تاريخية وأمان مصيرية. وخلافاتنا معهم ليست السياسية التي خلفها الاستعمار كانت ومازالت هي من الضيق بمكان بحيث لم تكن ترى بالعين المجردة» بل ومن الممكن أن تجد من تتفق معه في قطر ولا تجد من يتفق معك في البحرين، والعكس صحيح.
إذاً، هي علاقات اجتماعية راسخة، والعلاقات الاجتماعية لا تشطب بقرار، ولا تلغى بمرسوم، وإنما هي قائمة إلى أن تطوى الأعمار، ويرث الله الأرض ومن عليها... هذه العلاقات هي رصيد اجتماعي للبلدين يصب في الخانة السياسية ويمنحها الديناميكية الرافعة لتحقيق أهداف مشتركة، إضافة إلى ضرورات الالتقاء والتكامل والاندماج والوحدة الكلية والشاملة بين قطر والبحرين وباقي دول مجلس التعاون الخليجي، وذلك لمواجهة التكتلات الكبيرة في عالم اليوم.
ليست أمنية لا أساس لها، ليست أحلاما لا نصيب لها في الواقع، بل هي أحلام لها ما يؤيدها في الواقع، والأمثلة كثيرة في عالم التكتلات والاندماجات الدولية» وما نحن إلا جزء من هذا العالم. علينا الأخذ بأسباب القوة، وتهيئة الظروف لتحقيقها، وتحقيق أماني شعوب المنطقة ومصلحتها، وحماية الأنظمة السياسية القائمة... ولنبدأ بقطر والبحرين أو «قطربحرين»
إقرأ أيضا لـ "محمد العثمان"العدد 1380 - الجمعة 16 يونيو 2006م الموافق 19 جمادى الأولى 1427هـ