الزيارة التي قام بها الرئيس الأميركي جورج بوش لبغداد الثلثاء غير مرغوب فيها وفقا للشعب العراقي وكانت
الأمر الثاني تدل الزيارة الموغلة في الكتمان على أن العراق وعلى رغم مقتل زعيم «القاعدة في بلاد الرافدين» أبومصعب الزرقاوي مازال أمنياً دولة خطرة للغاية إذ إن قلة قليلة من الإدارة الأميركية كانت تعلم بالزيارة كما أن مساعدين كباراً لبوش لم يرافقوه فيها. وهذا طبعاً يناقض إسراف المسئولين الأميركيين في الإشادة بالتقدم الذي أحرز في هذا البلد، وعتابهم الدائم لوسائل الإعلام لتركيزها على السلبيات.
أما فيما يختص بتداعيات دخول رئيس أكبر دولة عظمى إلى دولة يفترض أنها ذات سيادة (العراق) عقب تسلم الحكومة المنتخبة زمام الأمور، فقد عبر عنها الشارع السياسي العراقي بالتظاهرات التي نظمها الزعيم الديني الشاب مقتدى الصدر. هتف المتظاهرون «ننعم نعم للإسلام... كلا كلا للاحتلال»، وطالبوا بخروج القوات الأميركية من بلادهم. لكن لم تكن زيارة بوش ترمي إلى وضع جدول زمني لسحب قواته استجابة لرغبة هؤلاء المتظاهرين، وتلبية لمطالب الديمقراطيين وغالبية الجمهوريين الأميركيين.
على العكس وبإيحاء من بوش أبلغ العراق في تلك اللحظة مجلس الأمن الدولي أنه يريد بقاء القوات الأجنبية لأن الجيش والشرطة العراقيين غير مستعدين حتى الأن لضمان الأمن وحدهما. إن الذين يحلمون بأن تسحب أميركا قواتها على المدى القريب من العراق واهمون وإلا لما أنفقت واشنطن 368 مليار دولار في الحروب منذ هجمات سبتمبر/أيلول .200
إقرأ أيضا لـ "عزوز مقدم"العدد 1380 - الجمعة 16 يونيو 2006م الموافق 19 جمادى الأولى 1427هـ