إن أميركا تتحرك لصنع الفتن في كل موقع في العالم الإسلامي، إذ نجد أن المسألة لا تقتصر على الصراع السي
وإن المعالجة تقتضي ألا نتحدّث فقط في الإعلام أو في اللقاءات السياسية والرسمية عن رفض هذه الحالات، بل لابد من أن ينـزل علماء السنّة والشيعة إلى القواعد الشعبية لتثقيفها بثقافة الوحدة والتماسك، لأن شغل الآخرين هو على القواعد الشعبية وعلى تعبئتها بالطريقة التشويهية لإثارة النعرات الطائفية وتعميق الشروخ بين المسلمين.
إننا نؤكد خطورة ما يتحرك به السياسيون عموماً من تغليب الغرائز والحساسيات والعصبيات على لغة العقل وحكمة التحرك، ونستغرب إصرار البعض على استبعاد العامل الإسرائيلي ومخاطره عما يجري في لبنان، مع أن الممارسات الخاطئة التي صدرت عن السوريين، والتي كان بعض اللبنانيين شركاء فيها، لا تبرر كل هذا التعامي عن أخطار العامل الإسرائيلي في لبنان.
ومناعة الوضع اللبناني بين المسلمين، وبين المسلمين والمسيحيين، هي إحدى صمّامات الأمان للمحيط العربي والإسلامي، وهذه المناعة المتوافرة في الساحة اللبنانية هي حاضنة لخط المقاومة والمواجهة مع العدو الإسرائيلي ومع العدو الأميركي في فلسطين وعلى أرض العراق وفي كل المناطق العربية والإسلامية.
وعلينا في الدائرة الإسلامية أن نصنع تياراً للوعي، وكذلك في الدائرة اللبنانية، ليكون تياراً للوعي السياسي والثقافي في الخط السياسي والفكري. ونحن نستغرب الحديث عن حساسيات التاريخ في ظلا المآسي التي يعيشها العالم الإسلامي جرّاء الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، وما يقوم به من مذابح هناك، والاحتلال الأميركي للعراق والمآسي التي نتجت ولاتزال تنتج منه. *مرجع ديني
إقرأ أيضا لـ "السيد محمد حسين فضل الله"العدد 1380 - الجمعة 16 يونيو 2006م الموافق 19 جمادى الأولى 1427هـ