تناولت الحلقة الأولى من المقال سوق السفر الأوروبية عبر الإنترنت، وتغطي هذه الحلقة سوقها الأميركية، ا
وفيما يتعلق بسوق السفر الأميركية عبر الإنترنت، فقد أصدرت جمعية صناعة السفر الأميركية في ديسمبر/كانون الثاني 2003 دراستها السنوية، عن استخدام المسافر للإنترنت.
وكشفت الدراسة حينها زيادة ملحوظة في عدد من لجأ إلى الإنترنت من أجل إجراء بحث عن أو حجز رحلة للسفر. وقد وجدت الجمعية حينها، أن 30 في المئة من سكان أميركا الراشدين (3.6 ملايين) قد لجأوا إلى الويب، بشكل أو بآخر بحثا عن معلومات تتعلق بالسفر، وأن كل فرد من أولئك المسافرين أنفق، حينها، نحو 300 دولار من أجل السفر.
كل واحد من أولئك المسافرين زار مالا يقل عن موقعي سفر، ممضيا نحو 37 دقيقة قام خلالهما بمقارنة الأسعار، والتأكد من جداول مواعيد الرحلات وحجوزاتها. تلك كانت مؤشرات العام 2003، وهي مؤشرات فترة تأتي مباشرة بعد انهيار بورصة نيويورك لشركات تقنيات المعلومات (ناسدك)، الأمر الذي كان يعني تخوف الشركات من التوسع في الخدمات التي كانت تقدمها على الإنترنت، فما بالك بتقديم خدمات أو منتجات جديدة.
أما الأرقام الحالية والمستقبلية فهي أكثر تفاؤلا، ففي مطلع هذا الشهر، كتب كبير محللي شركة المسويق الإلكتروني (م فًْمُّمْ) جفري غراو مقالة مستقاة من تقرير (1) صادر عن الشركة ذاتها أوضح فيها الأمور الآتية: تتوقع دراسة المسوق الإلكتروني أنه بحلول العام 2010 ستشكل نسبة الحجوزات عبر الإنترنت 40 في المئة من كل مبيعات السفر، آتية في المرتبة الثانية بعد مبيعات برمجيات ومعدات الحواسيب، في فئة البيع للأفراد (2)، وتقسم الدراسة سوق السفر الأميركية إلى فئتين: سفر الترفيه للأفراد، وسفر الأعمال.
وتكشف الدراسة أن ملايين المسافرين من الفئة الأولى يستخدمون المواقع ذاتها لحجز سفريات أعمالهم، الأمر الذي من شأنه زيادة القيمة ومن ثم نسبة الزيادة.
وكما هو واضح في الجدول رقم 1 فإن فقد وصلت مبيعات السفر عبر الإنترنت لهذه الفئة إلى 65 بليون دولار خلال العام 2005، ومن المتوقع أن تصل إلى 122 مليار دولار بحلول العام 2009، بما يعني تضاعف حجم السوق في فترة لا تتجاوز أربع سنوات.
وما لاشك فيه أن مقارنة إجمالي مبيعات السفر عبر الإنترنت مع تلك المبيعات التي تتم من خلال التجارة الإلكترونية تلقي المزيد من الأضواء على الأهمية التي باتت تحتلها هذه الأخيرة.
ففي العام 2005 بلغت مبيعات السفر ما يوازي 75 في المئة من مبيعات التجارة الإلكترونية. وخلال السنتين اللتين سبقتا العام 2005، تجاوزت نسبة نمو مبيعات السفر النسبة التي حققتها إجمالي مبيعات التجارة الإلكترونية كما هو موضح في الجدول رقم 2.
لكن السوق الإلكترونية تتوقع أن تتراجع مبيعات السفر عن حصتها الريادية نظرا لتسارع وتائر وخدمات أخرى مثل الملابس ومستحضرات الصحة والجمال، إلى جانب أثاث المنازل.
التي بدأت تحتل مكانة بضائع التجارة الإلكترونية الأخرى مثل أجهزة وبرمجيات الحاسوب، والكتب وأشرطة الفيديو، كما هو موضح على نحو جلي في الجدول رقم 3.
ويرى التقرير أنه بالنسبة للتجارة مع الأفراد (2) فإن قطاع التجارة هو أكثر القطاعات التجزئة نضجا عندما تقاس الأمور بالنسبة التي يحتلها في قطاع التجارة المولدة في قطاع التجارة الإلكترونية. ويتوقع التقرير أنه بحلول العام 2010، ستصل نسبة مبيعات السفر عبر الإنترنت نحو 46 في المئة من إجمالي مبيعات السفر.
وستحتل المرتبة الثانية بعد برمجيات وأجهزة الحاسوب التي ستكون حصتها حينذاك نحو 55 في المئة. طبعاً ليس الاستنتاج المباشر من هذه الأرقام المتفائلة هو أن أي سوق أخرى، بخلاف السوقين الأوروبية والأميركية مهيأة وناضجة لممارسة التجارة الإلكترونية. لكن ما يمكن الجزم به أن سوق السفر هو أكثر الأسواق نضجا، ومن ثم فهو يستحق الدراسة المتأنية لمن يطمح في دخول أسواق التجارة الإلكترونية.
ولعل السوق العربية الإلكترونية التي يترقبها الكثير بحاجة إلى خطوة من هذا النوع
إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"العدد 1380 - الجمعة 16 يونيو 2006م الموافق 19 جمادى الأولى 1427هـ