لا أحد في البحرين يعرف معايير حجب المواقع الإلكترونية التي تتلاعب بالضغط على أزرار فتحها وإغلاقها أيد خفية ليس وفقا لمعايير جلية بل وفق ضوابط سرية خاضعة للمزاج الطائفي المحض، وللذوق المذهبي الصرف.
لست في وارد الانتفاضة اعتراضا على إغلاق هذا الموقع أو ذاك بقدر ما أنا في وارد الانتفاضة بل حتى الثورة على الانتقائية التي تتجاهل مشاعر طائفة عريضة في هذا البلد الذي اختلطت فيه دماء وأنساب الطائفتين الكريمتين منذ أمد بعيد، لتأتي بعد ذلك جهات مشبوهة تتلاعب على وتر المواقع الإلكترونية كريهة الطعم والرائحة محاولة إفساد الجو بها، وإحداث شرخ وتصدع في جدار العلاقة الحميدة التي أسكنت كل أهل هذه الأرض في بيت الأسرة الواحدة.
بعض المواقع الإلكترونية لا شغل لها إلا تقيؤ السباب والشتيمة ضد طائفة ما، شتيمة وسباب بكلام بذيء ووسخ تنفر منه النفوس السليمة، وكثيرة مثل هذه المواقع التي تسرح وتمرح في أسلاك الشبكة العنكبوتية من دون أن تجد من يقطعها أو حتى يلويها. تجاهل صارخ يوحي بإرادة فولاذية تفضل استمرار هذه المواقع الطائفية، ولا أعرف هل مسئولية أولئك المتحكمين بأزرار المسموح وغير المسموح تقتصر على الرقابة السياسية أم أن المسئولية اجتماعية أولاً قبل تشتت القلوب وتنافر الأفئدة، وتمزيق الصف الوطني؟
إقرأ أيضا لـ "عقيل ميرزا"العدد 1377 - الثلثاء 13 يونيو 2006م الموافق 16 جمادى الأولى 1427هـ