مثلما توقعنا أكثر من مرة في هذه الزاوية، قضي على الزرقاوي مع سبعة من معاونيه في تنظيم القاعدة إثر عملية عسكرية أميركية عراقية ناجحة، وبدعم أردني واضح. وعلى رغم قلة المعلومات المتوافرة حتى الآن، فإنه يمكن الإشارة إلى بعض المعطيات التي مهدت لهذه العملية بطريقة أو بأخرى، والتي سيكون لها تـأثير إيجابي على الأوضاع في العراق والمنطقة، أبرزها الخلافات الكبيرة التي نشبت بين «المقاومة العراقية» وتنظيم الزرقاوي ووصلت إلى مرحلة الحرب المفتوحة والتصفيات الجسدية بين الطرفين.
كذلك الموقف الشجاع الذي اتخذته العشائر العربية السنية في المنطقة الغربية من تنظيم الزرقاوي الذي أحكم سيطرته لفترات طويلة على مناطقهم وفرض فكره وأحكامه «الطالبانية» عليهم، ما اضطره إلى مغادرة الأنبار التي كانت ملاذاً آمناً له، إلى «هبهب» حيث كانت النهاية المحتومة. عملية «هبهب» سبقتها بأيام زيارة وزير خارجية إيران منوشهر متقي للعراق، إذ تشير بعض المصادر إلى أنه التقى سراً السفير الأميركي في العراق زلماي خليل زاد. كما لا يمكن نكران التطور الكبير الذي شهدته الأجهزة الأمنية والاستخبارية العراقية.
من الواضح أن أطرافاً محلية وخارجية ساهمت في رسم نهاية الزرقاوي وقدمته «هدية» على طبق من ذهب. نهاية قد تبشر بـ «طبخة» تسبق مؤتمر المصالحة الوطنية الذي سيعقد في الجاري لإعادة ترتيب البيت العراقي من الداخل ومنع الحرب الطائفية التي إذا ما نشبت (لا سمح الله) فلن تستثني أحداً
إقرأ أيضا لـ "فاضل البدري"العدد 1376 - الإثنين 12 يونيو 2006م الموافق 15 جمادى الأولى 1427هـ