العدد 1376 - الإثنين 12 يونيو 2006م الموافق 15 جمادى الأولى 1427هـ

إن أخطأت واشنطن في العربية فلا تسامحوها!

عبيدلي العبيدلي Ubaydli.Alubaydli [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

كتبت شيريل بلرين، محررة الشئون العلمية في نشرة واشنطن التي تصدر عن مكتب برامج الإعلام الخارجي بوزارة الخارجية الأميركية، وعنوانه على شبكة الويب : http://usinfo.state.gov مقالا «عن موقع إلكتروني مختص بالعلوم والبيئة لتلاميذ ومعلمي المدارس الابتدائية والثانوية أصبح الآن متاحا باللغتين الفرنسية والعربية بفضل تمويل من وزارة الخارجية الأميركية«.

ينشر الموقع - كما تقول بلرين - مقالات يكتبها التلاميذ وتتناول موضوعات عن العلوم والبيئة ونشرة إخبارية علمية، ويشرف عليه «معهد البيئة الحضرية الذي يتخذ من بوسطن مقراً له، وهو منظمة تربوية غير حكومية«. كل ذلك لا ينفي العلاقة الرسمية التي تربطه بواشنطن.

ألح علي فضولي كي أقوم بزيارة الموقع (www.greenscreen.org)، وطالعت أحد ملفاته المعنون: «الحيوانات التي تقوم بالتحرك«، وكانت تلك بداية لاكتشاف عدد لا يحصى من الأخطاء اللغوية والنحوية يمكن أن نكتفي بما ورد في الفقرات الأولى من ذلك الملف.

فالعنوان يقول «الحيوانات التي تقوم بالتحرك» والأفضل هو الحيوانات المتحركة أو الحيوانات التي تتحرك.

بعدها نصطدم بعبارة «تتحرك بعض الحيوانات في الهواء«، والأصح هو يتحرك بعض الحيوانات في الهواء والأدق يحلق بدلا من يتحرك.

ثم نصل إلى عبارة «تتحرك الحيوانات التي تعيش على الأرض بعدة طرق. الكثير منها يستعمل رجليه - إثنان او أكثر-» هذه من الجمل التي يصعب تصحيحها أو إعادة صياغتها، ناهيك عن كونها ليست مفهومة عربيا.

ومنها ننتقل إلى مقطع «بعض الحيوانات.... يتمدد جزء من الجلد ليساعدها على الإبحار في الهواء«، والصحيح هو يتمدد جزء من جلدها... كما أن الحيوانات تحلق في الهواء ولا تبحر.

قائمة طويلة من نمط تلك الأخطاء، ترافقها صياغات ركيكة، يبدو أنها جمعت بين الترجمة الحرفية غير المهنية، والجهل بجماليات اللغة العربية ومرونتها.

ليست هذه جردة تقويمية للموقع من حيث البناء التقني، ولا لمحتوياته من حيث دقة بياناتها ومدى ملاءمتها للفئة العمرية التي تخاطبها. كما أنها ليست إصطيادا في الماء العكر من أجل التوظيف السياسي ضد الولايات المتحدة. كل ما في الأمر هي لمحة سريعة لأخطاء من الصعوبة بمكان القبول بها في موقع يحتل المكانة التي يتبوأها غرينسكرين.

بقيت ضرورة الإشارة إلى أنه من ضمن ما جاءت به حوادث سبتمبر/ أيلول، كانت مطالبة واشنطن، وكان لها بعض الحق، بعض الدول العربية بإجراء إصلاحات جذرية في برامجها التعليمية. ويبدو أن الوقت قد حان كي نطالب واشنطن بالتوقف عن تشويه لغتنا أو الإساءة لها، فلا يمكن لنا أن نسامحها عندما يتعلق الأمر بلغتنا، فلغة الشعوب هي ذاكرتها، وأبعد من ذلك هي الأساس في بناء تفكيرها ومن ثم سلوكها وفي نهاية الأمر حضارتها

إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"

العدد 1376 - الإثنين 12 يونيو 2006م الموافق 15 جمادى الأولى 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً