اعتذرت الشرطة البريطانية أمس إلى أخوين كانت أغارت على منزلهما وأصابت أحدهما، بعد تلقي بلاغ بوجود قنبلة كيماوية في المنزل الواقع في شرق لندن.

وكانت الشرطة أطلقت النار على محمد عبدالقهار في غارة على منزل أسرته في منطقة فورست غيت، وقال بعد إطلاق سراحه إنه اعتقد أنه سيقتل خلال العملية. وأضاف عبدالقهار ( عاماً) إنه ظن في البداية أن الغارة يقوم بها لصوص. واعتقلت الشرطة عبدالقهار وأخاه لمدة أسبوع قبل أن تطلق سراحهما من دون توجيه أية تهمة إليهما. وقال عبدالقهار في مؤتمر صحافي إن جريمته الوحيدة كانت أنه من أصول آسيوية وذو لحية طويلة.

وكان من رجال الشرطة قد فتشوا منزل الرجلين ومنزلاً مجاوراً بحثاً عن قنبلة كيماوية لكنهم لم يجدوا شيئاً. ونفى الرجلان تورطهما في أية نشاطات إرهابية. وعقب الغارة أصرت الشرطة على أن ضباطها لم يكن أمامهم أي خيار آخر سوى التحرك والإغارة على المنزل بعد أن وصلتهم معلومات استخباراتية تفيد بوجود قنبلة كيماوية داخله.

وكان وزير الداخلية جون ريد قال إن الشرطة تصرفت وفقا لمصالح المجتمع، غير أن مجلس مسلمي بريطانيا قال إنه يأمل «أن يكون تم استخلاص الدروس مما حدث». وقال بعض الزعماء المسلمين إن العلاقات المتوترة بين المسلمين وغيرهم ربما تتضرر أكثر.

يبدو أنه بعد انفجارات لندن التي حدثت في شهر يونيو/حزيران من العام الماضي، والتي فشلت الاستخبارات البريطانية في منع حدوثها بسبب عدم وجود معلومات كافية عن العملية ذاتها وعدم مراقبة منفذيها بسبب عدم تمثيلهم خطراً في ذلك الوقت وانشغال المخابرات بقضايا أخرى، جعل الحكومة تتعامل بشدة مع المعلومات المتعلقة بأي هجوم إرهابي محتمل ولهم الحق في ذلك، ولكن عندما يفلت زمام الأمور كما حصل في هذه العملية، فإن رد الفعل قد يتعدى التظاهرات الاحتجاجية ودعوة بعض المسلمين هناك إلى تطبيق القانون بأنفسهم. ولذلك ينبغي دائماً التعامل مع هذه القضايا باحترام وحساسية، وعدم التقليل من الاحترام للمسلمين واعتبارهم كلهم «إرهابيين»