الملحق الخاص الذي أصدرته صحيفة «الشرق الأوسط» أمس بعنوان: «الاستثمار في البحرين» يعطي معلومات كثيرة عن التوجهات الإيجابية للإصلاحات الاقتصادية وللبيئة الجاذبة لعدد من القطاعات الناجحة، منها القطاع المالي والمصرفي وقطاع صناعات الألمنيوم، وقطاع السياحة والخدمات، والاتصالات وتقنية العمل وغيرها من القطاعات الأخرى المؤهلة للنمو المتسارع مع إعلان توقيع اتفاق تشييد «جسر المحبة» بين البحرين وقطر.
حالياً، إن كثيراً من النشاطات التجارية المربحة تعتمد على حركة الجسر بين البحرين والسعودية. ومستقبلاً، فإن حركة الجسر بين البحرين وقطر من شأنها أن تضاعف الفوائد التي تجنيها البحرين ودول المنطقة من تنشيط وتسهيل حركة الناس ونقل البضائع.
في الثلاثينات من القرن الماضي، أُسدل الستار على صناعة اللؤلؤ الطبيعي التي كانت تمثل مصدراً مهماً للدخل القومي، ومن ثم بدأ قطاع الطاقة (بابكو) بتحريك الاقتصاد حتى منتصف السبعينات... وقد أنتج لنا قطاع الطاقة نخبة من المتدربين والتنفيذيين الذين مازالوا يلعبون دوراً مهماً في مجالات مختلفة. وقطاع الطاقة الذي بدأ يضمحل بسبب قلة الموارد النفطية قد يشهد طفرة نوعية مع تشييد الجسر مع قطر. فقطر لديها ثالث أكبر مخزون للغاز الطبيعي في العالم، ومصانع الغاز لديها ستكون من أفضل ما هو متوافر في أي مكان في العالم، بل إن بعض أنواع التكنولوجيا سيصبح موجوداً بشكل متطور في قطر فقط... وهذا القطاع الاستراتيجي له وقع خاص على قلوب البحرينيين الذين ارتبطوا لعقود طويلة بمصانع شركة النفط، والخبرة الإنسانية لا تموت، وإنما يمكن إحياؤها وتطويرها بسرعة.
الاستثمار في البحرين سيصبح قريباً هو الاستثمار في قطر، والعكس صحيح، ذلك لأن الاتفاقات التي تم توقيعها تفسح المجال لتوسيع الفضاء المتوافر للاستثمارات في قطاعات صاعدة. كما أن قطاع تقنية المعلومات من الممكن أن يتطور في البحرين بسرعة مع تركيز التوجهات الاستراتيجية عليه. فكل ما تحتاج إليه البحرين هو أن تتوافر الخطوط السريعة للإنترنت وبيوت خبرة وتدريب وبرمجة، وهناك الحاجة المتصاعدة إلى مثل هذه الخدمات. والبحرينيون لديهم ما يؤهلهم لأن يقدموا الخدمات البرمجية على النمط ذاته الذي سارت عليه مدينة بنغلور الهندية التي أصبحت عملاقاً عالمياً في هذه الصناعة.
من الممكن أن نرى تحولات كبرى في اقتصاد البحرين مع تعزيز دور مجلس التنمية الاقتصادية الذي بدأ يدفع حثيثاً باتجاه تنمية القطاعات الاستراتيجية، وهو يشرف على عدد من التجارب الناجحة حالياً. كما أن «الشرق الأوسط» نقلت أمس عن سمو رئيس الوزراء إشارته إلى أن «المعارضة الوطنية تسعى معنا لإنجاح أهدافنا وتطلعاتنا في النمو والازدهار الاقتصادي»... وهذه إشادة تستحق الوقوف عندها، لأن المعارضة البحرينية تستطيع أن تثبت للعالم أجمع أنها تدافع عن الحريات العامة، لكنها تدافع عن التنمية وعن أمن واستقرار البلاد أيضاً
إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"العدد 1376 - الإثنين 12 يونيو 2006م الموافق 15 جمادى الأولى 1427هـ