هل عجزت الدول العربية عن شراء حقوق النقل المباشر لمونديال ؟ سؤال يتبادر إلى ذهن معظم الشعوب العربية بعد احتكار قناة ART وحصر حقوق النقل عليه فقط من دون إبداء أية مرونة تجاه الناس الذين لا يستطيعون أن يوفروا المبلغ الكفيل بشراء بطاقة النقل وهذه معضلة كبيرة يجب تداركها مستقبلياً.
ولكن نسأل أيضاً هل فعلاً ان الدول العربية العشرين ونيف لو اجتمعت معاً غير قادرة على شراء حقوق النقل الذي بلغ قدره بحسب وكالات الانباء إلى مليون دولار والذي لو قسمنا هذا المبلغ على الدول العربية فيصبح نصيب كل دولة من الدفع ما يقارب ملايين دولار ولكن لو نظرنا إلى الجانب الآخر من الحساب لوجدنا الارباح التي ستعود على هذه الدول جراء الاعلانات التجارية من المؤسسات والشركات المختلفة في الشرق الأوسط.
من الغريب جداً أن تسمح هذه الدول العربية بثقلها السياسي والاقتصادي لـ ART باحتكار حقوق النقل حتى العام من دون أن تحرك ساكناً لايقافه والذي أضر بشعوبها التي أصابها الإحباط والغضب الكبير لعدم قدرتها على مشاهدة مونديال القرن الحادي والعشرين الموسوم بالثورة المعلوماتية والتكنولوجيا الحديثة والتي تسهل مهمة المتابعة لكل حوادث العالم المختلفة السياسية والاقتصادية والرياضية عبر الفضائيات المختلفة من دون عناء ولا تعقيد ومن دون نزف للموازنة المعيشية لتستمتع بالمونديال العالمي وما يضمه من منتخبات عالية الجودة المرصعة بالنجوم العالميين الكبار.
وسؤالنا الآخر نوجهه إلى الاتحاد الدولي (الفيفا) الذي دائماً يخرج علينا برفعه شعارات نشر لعبة كرة القدم في أنحاء العالم كافة من دون معوقات عبر رعاية المواهب وصقلها فنياً إلى ذلك الدعم اللامحدود الذي يقدمه إلى بعض الاتحادات الرياضية سواء أكان مادياً أم معنوياً ولكن نسأل، لماذا سمح هذا الاتحاد العالمي باحتكار النقل لـ ART ومنع الكثير من الناس في المنطقة العربية فقط من متابعة المونديال بينما في الجانب الآخر تسمح لشعوب دول أوروبا وأميركا الشمالية والجنوبية بالمتابعة من دون معوقات أو احتكار لحقوق النقل! فهل تحول اتحاد (الفيفا) إلى مؤسسة تجارية ينشد من خلالها الربح على حساب الشعوب العربية المستضعفة؟
وفي الختام نطالب القادة في الدول العربية بالتدخل المباشر للسماح لشعوبها بمشاهدة المونديال من دون قوانين الاحتكار كما هو الحال لشعوب أوروبا وأميركا الشمالية والجنوبية وكلنا ثقة ان تتاح لنا الفرصة لمشاهدة هذا الحدث العالمي المهم
إقرأ أيضا لـ "هادي الموسوي"العدد 1375 - الأحد 11 يونيو 2006م الموافق 14 جمادى الأولى 1427هـ