العدد 1375 - الأحد 11 يونيو 2006م الموافق 14 جمادى الأولى 1427هـ

قطر والبحرين: نواة للاتحاد الخليجي

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

على رغم كل ما قيل ويقال عن مجلس التعاون الخليجي، فانه لايزال دون مستوى طموح أبناء الخليج، خصوصاً إذا قورن بما حققه الاتحاد الأوروبي من تكامل بين مجموعة كبيرة من البلدان على أساس توحيد السوق وتقريب السياسات الاجتماعية. ولربما أن قطر والبحرين يمكنهما أن تتخذا خطوات مشابهة لما اتخذه الاتحاد الأوروبي في الخمسينات من القرن الماضي.

فالاتحاد الأوروبي الذي يمثل المنافس الاقتصادي الوحيد للولايات المتحدة الأميركية كان قد بدأ على أساس تجربة ناجحة جمعت ثلاثاً من الدول الأوروبية الصغيرة، وهي هولندا وبلجيكا ولوكسمبورغ. فلقد وجدت البلدان الأوروبية الفوائد الجمة التي حققتها هذه البلدان الصغيرة من خلال التخلص من الجمارك وتقريب ضوابط السوق، وقرروا توسيع ذلك وأنشأوا في العام السوق الأوروبية المشتركة التي ضمت، بالإضافة إلى تلك الدول الصغيرة ثلاث دول أوروبية كبيرة وهي ألمانيا وفرنسا وإيطاليا. ومع تطوير الآليات بين هذه الدول توسعت السوق المشتركة، ودخلت بلدان اخرى، ونتج عن ذلك تعزيز السوق المشتركة أكثر لكي تصبح سوقا «موحدة» تلتزم بالقانون ذاته عبر الحدود... وعليه تحول اسم السوق الأوروبية المشتركة إلى «المجموعة الأوروبية» في منتصف الثمانينات من القرن الماضي... ولكن سرعان ما تطورت الجهود أكثر وتوحدت السياسات الاقتصادية والاجتماعية، وعلى أساس ذلك تطورت المجموعة الأوروبية إلى «الاتحاد الأوروبي» في مطلع التسعينات من القرن الماضي.

الدول الأوروبية تتحدث لغات مختلفة، ومذاهبها المسيحية مختلفة عن بعضها بعضاً إلى الدرجة التي يمكن اعتبارها أديانا مختلفة، وأعيادها مختلفة، وثقافاتها مختلفة، والجلسات التي تنعقد داخل مؤسسات الاتحاد الأوروبي مملوءة بالمترجمين لتسهيل النقاشات... ومع ذلك تمكن الأوروبيون من تأسيس عملاق اقتصادي يعتمد على قوانين سوق واحدة وتلتزم بضوابط اجتماعية - حقوقية متقاربة. ولعل نجاح الاتحاد الأوروبي في انهم اقتنعوا بتوحيد جهودهم في الجوانب الاقتصادية والاجتماعية بعد أن وجدوا أن الاتحاد السياسي والعسكري صعب التحقيق.

وعليه، فإن قطر والبحرين تستطيعان أن تلعبا الدور نفسه الذي لبعبته هولندا وبلجيكا ولوكسمبورغ، من خلال تكامل اقتصادي يبتعد عن الجانب السياسي، ولكنه يوحد قوانين السوق والتعاون بين البلدين ما سيشكل نقلة نوعية في مستوى المعيشة وفي التنمية المستدامة لكلا المجتمعين.

البحرينيون والقطريون يجمعهم الكثير، والجسر الذي تم الاتفاق عليه يوم أمس يتكون من الحديد والمواد الأخرى، ولكن ما بين المجتمعين أكثر من ذلك بكثير... فلديهم التقارب الأسري واللغة والثقافة والديانة المشتركة بصورة لا تتوافر للأوروبيين. ويمكننا أن نؤسس على التكامل الحقيقي بين البلدين لننطلق في مساحة اقتصادية - اجتماعية موحدة على مستوى الخليج العربي، بحيث تتحقق أمنيات الخليجيين في أن ينعموا بخيراتهم من خلال فتح الأبواب فيما بينهم بحيث تتحد الأطر المشتركة ويتشكل بذلك «الاتحاد الخليجي»

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 1375 - الأحد 11 يونيو 2006م الموافق 14 جمادى الأولى 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً