بالأمس... وفي الملحق الرياضي لإحدى الصحف المحلية... تكلم مسئول الصفحة عن قضية التجنيس في الوسط الرياضي، وكان كلامه يعكس اللوعة التي أصيب بها الشارع الرياضي خصوصاً، والشارع البحريني عموماً، وذلك بسبب توزيع الجوازات والجنسية البحرينية على أعداد كبيرة من البشر الذين لا يحبون البقاء والانتماء لبلادهم الأصلية، ويتخلون عنها لأسباب مختلفة...
لوعة مسئول الصفحة صادرة من أعماق قلبه، وهي تعبر عن اللوعة الكبيرة التي أصيب بها الغالبية العظمى من سكان البحرين بسبب عمليات التجنيس (العشوائي أو البرمائي) والتي تسببت في تغيير الهيئة الديمغرافية للكثير من مناطق البحرين... مسئول الصفحة يتكلم عن الجانب الرياضي فقط، ونحن سنسير معه في هذا الجانب مادام هو صديق ويريد من يساند رأيه... ولكني قبل أن أسترسل معه في عمليات التجنيس الرياضي، لابد أن أذكر أن الذي يريد أن يعرف ما عمل التجنيس (العشمائي) في مجتمعاتنا البحرينية الآمنة، فليذهب إلى منطقة الرفاع الغربي، وبالضبط جنوب الدوار الذي يقع بقرب مجمع الرفاع التجاري، ليرى الأعداد الكبيرة من البشر التي دائماً ما تحمل السكاكين والخناجر في جيوبها لترويع سكان هذه المنطقة الآمنين وضيوفهم...
هذا فقط مثل لواحدة من المناطق المتضررة، أما الواقع فهو أن الضرر انتشر مثل النار في القطن على الكثير من المدن والأحياء والفرجان المتوزعة على طول وعرض مملكة البحرين... ومن الغريب في الأمر أن الجماعات التي تسكن المناطق المتضررة من عملية التجنيس «العشمائي» ولسبب من الأسباب لا تشتكي في العلانية (يعني كاتمة غيضها وساكتة)، والذي دائماً ما يشتكي علانية هم الجماعات التي وقع عليها ضرر التجنيس المعنوي والوظيفي، وبعيدة عن الضرر (الفريجي)...
نعود إلى مسئول الصفحة وشكواه من عملية النتائج العالمية وحصد الميداليات الملونة بواسطة لاعبين ( الله هو وحده العالم بجنسياتهم وأسمائهم السابقة) مجنسين بعقود دائمة ومؤقتة، وترحمه على الشباب البحريني الذي لا يمكن أن يجد من يحتضنه ويدربه ليأخذ فرصته في البطولات المحلية والخارجية... هو يترحم على المبالغ التي تصرف على إنجازات الآخرين باسم بلادنا، مع أننا بأشد الاحتياج لهذه المبالغ حتى نبني لنا بنية تحتية من الإنشاءات التي تساعد أبناءنا على التدريب والبروز إلى المستويات العالمية... وهو يشتكي من شخوص تعمل من أجل صورتها الوقتية فقط حتى يقول القائلون إنه في زمنهم كانت الإنجازات، مع أنها معلبة وقادمة من خارج الوطن.
ماذا نقول لك يا مسئول الصفحة غير... دور لك موضوع ثاني اكتب عنه يا عزيزي... فهذا الموضوع سوف لن يقرأه أحد من المسئولين عن الرياضة في بلادنا، وإذا قرأه أحد منهم فسيمر عليه مرور الكرام، ولن يصل حتى إلى أذنه (يعني ما راح يدخل الذهن أبداً)... انته شوف بداية طريقة تشكيل الاتحادات والتربيطات والمعاهدات التي تتم خلف الظهور، شوف كل ذلك الذي يحصل نتيجة للوضع الإداري الحالي في مجال الرياضة، وبعدين تعال وكلمني عن التجنيس لأغراض النتائج الوهمية...
شوف كيف قضي على التي كانت أحسن لاعبة (بنغ بونغ) تنس الطاولة في البحرين (الشيخة حياة) وجردت من رئاستها للاتحاد ومن عضويتها في اللجنة الأولمبية، فقط لأنها تكلمت ورفضت إهداء البطولة إلى من يريدون إهداءها له، وقاومت بضراوة في سبيل إعلاء كلمة الحق... شوف كيف سحبت منها (قسراً) جميع المناصب وأعطيت لشاب ليس له أية خبرة أو معرفة سابقة عن لعبة تنس الطاولة، وأنا اعتقد أنه الآن يبحث (مثل غيره من رؤساء اتحادات الألعاب الفردية) عن لاعبين دوليين في لعبة تنس الطاولة (البنج بونج) حتى يجنسهم ويحصد فيهم البطولات...
هذي عاد راح يكون شيء عجيب وغريب... وأنا أعتقد أنه من رابع المستحيلات... لاعب دولي في (البنغ بونغ) وعنده الجنسية البحرينية، يعني من وين راح نجيبه وغالبية الأبطال في هذه اللعبة يأتون من دول أوروبية غنية تقع في المنطقة الإسكندنافية ولا يحتاجون إلى جنسيتنا، أو من الدول ذات الجنس الأصفر مثل الصين وكوريا... تصور واحد صيني يعطى الجنسية البحرينية ويطلقون عليه اسم (محمد بن معفاس)..
إقرأ أيضا لـ "سلمان بن صقر آل خليفة"العدد 1373 - الجمعة 09 يونيو 2006م الموافق 12 جمادى الأولى 1427هـ