فكروا معي بواقعية وبلا مبالغة، هل وضع ساسة هذا الوطن في أجنتدهم أن الناس قد تنزل الى الشارع يوما لتطالب بحقها في العيش الكريم اللائق، ولتعلن الصوت جاهرا ضد اخطبوط التمييز والتجنيس العشوائي والبطالة وغيرها من الاستحقاقات الشعبية وجروح ابناء البحرين التي تحتاج الى «برهم» سياسي عاجل.

الجماهير من مختلف مكونات البيت البحريني شاهدت وراقبت عن كثب ضعف العمل النيابي للمجلس المنتخب، وهزالة ما افرزه من تشريعات تتعارض ومبدأ جوهر الحق الدستوري، أو على مستوى مناقشاته التي لم تصل الى مستوى حماس الشارع في إيجاد مخارج لقضاياه المعلقة طيلة عقود من الزمن.

وليس ثمة شك في أن ما يجري في الكويت (البلد القريب منا اجتماعيا وجغرافيا والاقرب منا سياسيا في الخليج) سيلقي بضلاله على المشهد السياسي في شبه الجزيرة المضطربة وخصوصا في بلادنا البحرين.

ما جرى في الكويت هو «ثورة» حقيقية على نظام انتخابي فاسد بشهادة جميع فرقاء الطيف السياسي الكويتي، بما فيها الحكومة واعضاؤها أيضاً، وما جرى في الكويت أوصل رسالة خطيرة الى النظم السياسية في المنطقة بأن الخليجيين الذين عرفوا بالسماحة ودماثة الخلق الى درجة الغباء أحياناً، لن يقفوا بعد اليوم مكتوفي الايدي في وجه نظم ليست مؤهلة لتغيير حقيقي حتى الان على رغم كل ما في المنطقة من تغيرات تاريخية بكل المقاييس، والذي يجري في العراق اصدق من الكتب.

مهما قيل عن الآثار السلبية للتطورات السياسية الاخيرة في الكويت، فإن أحداً لا ينكر أن جيوشاً من الدروس الايجابية التي ارسلها لنا الاخوة الكويتيون من خلال ثورتهم «البرتقالية».

اللون البرتقالي القاتم وحد الكويتيين المتنافرين عقائديا وفكريا وسياسيا، وأعاد اللحمة بين الفرقاء ليتحدوا في خندق واحد ضد الاجندة الحكومية التي تريد ان تتلاعب بالصوت الانتخابي كيفما تشاء وأنى تشاء، وليت شعري ان يجري في نوابا ما جرى في الكويت، فهل نحضى بعدوة لنوابنا وهل تستفيق الجماهير البحرينية من نومها العميق؟