فوجئت بخبرين سعيدين في أسبوع واحد... وعلى رغم أننا انتظرنا سنوات طويلة من أجل الحصول عليهما... فإنني طالما طالبت ككاتبة لمدة ثلاثة عقود بمنح المرأة العاملة البحرينية حقوق الرجل البحريني نفسها في اعتلاء المناصب لأنها لا تقل عنه قدرة عقلية أو كفاءة قيادية.
وأخيراً تحقق أملي في اعتلاء ندى حفاظ منصب وزيرة الصحة، ثم منح فاطمة البلوشي منصب وزيرة الشئون الاجتماعية، وفي الوقت نفسه منحت المحامية لولوة العوضي رتبة وزير من خلال عملها نائبة لرئيس المجلس الأعلى للمرأة الشيخة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة حرم عاهل البحرين.
واليوم عينت المحامية منى جاسم الكواري أول قاضية في البحرين، ولو كنت أتمنى لو عينت قاضية في المحكمة الشرعية الكبرى لانها ادرك بمشكلات المطلقات ومشكلات النساء في قضايا الأسرة بدل ان تعين في المحكمة الكبرى المدنية.
أما الخبر الثاني الذي اسعدني حقاً فهو تعيين الشيخة هيا بنت راشد آل خليفة في مركز رئيسة الجمعية العامة في الأمم المتحدة... بعد أن قامت بواجبها سفيرة لبلادها في فرنسا وسفيرة عن البحرين في الأمم المتحدة بجدارة وكفاءة... وهذا شرف كبير للمرأة البحرينية أن تعتلي الشيخة هيا هذا المنصب لكونها محامية وتتقن عدة لغات... وإنسانة متواضعة وطيبة ومثقفة... وصاحبة مبادئ وشخصية قوية، تدافع عن حقوق المرأة دائماً... وقد عملت معها خلال لجنة دراسة قانون الأحوال الشخصية منذ العام عندما قمنا بتأسيس هذه اللجنة مع الجمعيات النسائية وعدة شخصيات نسائية ورجالية ومحامين ومحاميات كانت هي واحدة منهم... وقامت معنا بطلب رخصة مزاولة أعمالها بوزارة الشئون الاجتماعية... والدليل على ذلك، مقابلة أجريتها معها ونشرتها العام بصحيفة «أخبار الخليج» مازالت لدي... وكانت وقتها متحمسة جداً معنا ومع المحامية لولوة العوضي في سبيل إصدار قانون للأحوال الشخصية.
أذكر أننا خضنا مناقشات مع المسئولين عن وزارة العدل والشئون الإسلامية ورجال الدين لاقناعهم بأهمية إصدار هذا القانون... الذي تحول إلى قانون الأحكام الأسرية ومازال قيد الدراسة على رغم أنه مستمد من الشريعة الإسلامية وإصداره أصبح حاجة ملحة لا تحتمل الانتظار.
إنني سعيدة، لأن المرأة البحرينية التي بدأ تعليمها العام قد بدأت الدولة ممثلة في أسلوب تفكير ملك البلاد حمد بن عيسى آل خليفة الذي ينصب على احترام المرأة من خلال إصدار جلالته لهذه التعيينات التي وكلت إلى نساء كفوءات سيشرفن البحرين بأدائهن إلى جانب تعيينهن في مجلس الشورى والمجلس الأعلى للمرأة.
إذ يكفي أن نرى تفوق النساء الخريجات في المدارس الثانوية التي تعلنها الصحف كل عام... لندرك كم كانت المرأة مظلومة من قبل هذا العهد المشرق لها... وأتمنى أن توضع كل النساء المتفوقات في مجالهن في المناصب المناسبة لهن، سواء في القطاع الرسمي أو الخاص... لأنني مازلت أشعر أنها لم تنل ما تستحقه بحسب كفاءتها بالشكل المطلوب حتى في القطاع الخاص... على رغم انهن أثبتن كفاءتهن في إدارة الشركات في البحرين ودول الخليج فهي تعادل الرجل وأحياناً تتفوق عليه مثل الشخصية الاقتصادية السعودية لبنى العليان التي ترأس مجلس إدارة مجموعة العليان... ووزيرة الاقتصاد في دولة الإمارات العربية المتحدة لبنى القاسمي وغيرهن
إقرأ أيضا لـ "سلوى المؤيد"العدد 1373 - الجمعة 09 يونيو 2006م الموافق 12 جمادى الأولى 1427هـ