ما بين الحادثين اختلفت المشاعر، فبرحيل الأول تنفس الكثيرون الصعداء وأحسوا أن أحد ملهبي «نار الحقد» رحل وأراحهم من شره الذي لم يسلم منه العراقيون كل العراقيين ناهيك عن المسلمين في أنحاء العالم. أما برحيل الثاني أحس ملايين المسلمين والفلسطينيون خصوصاً بفقدان أحد السدود المنيعة التي تحصن فلسطين ضد العدوان الإسرائيلي الغاشم.
عندما أعلن أمس الأول مقتل زعيم تنظيم «القاعدة» في العراق أبومصعب الزرقاوي شكل خبر موته راحة كبيرة وإزاحة لعبء ثقيل من على صدر العراقيين، فهو وأتباعه باسم مقاومة الاحتلال الأميركي قتلوا الآلاف منهم وبسبب جرائمهم تم تشريد آلاف آخرين من مناطق سكنهم إلى خيام نصبت في العراء ما يسلب أي رمز للاستقرار والحياة الطبيعية. أنا لست ضد مقاومة الاحتلال واستقلال العراق من بين براثن المحتل، ولا أقبل أبداً ما يحدث لأي عراقي شريف من قبل أية فئة أخرى، لكن يستحيل أن أرضى أن يقتل العراقيون ليل نهار باسم مقاومة الاحتلال ناهيك عن التصريح وبكل وحشية أن بعض العمليات أجريت بهدف التطهير العرقي والطائفي، لا شيء يبرر ما يحدث في العراق.
أما باغتيال «إسرائيل» الملعونة الأمين العام ومؤسس لجان المقاومة الشعبية في فلسطين جمال أبوسمهدانة بعد عاماً من المطاردة والملاحقة والاستهداف فقد خسرت المقاومة رجلاً يمثل أحد «الأحجار الكريمة» التي تمنع المحتل الإسرائيلي من سرقة وتدمير فلسطين البلد والناس والماضي والحاضر والمستقبل. رجل نتألم كمسلمين لفقدانه لأن هدفه واضح وأسلوبه في تحقيق هذا الهدف حتى وإن اختلف معه البعض في جزء منه (قتل مدنيين إسرائيليين) إلا أن أسباب اللجوء لهذا الأسلوب معروفة ومبررة عند كثيرين آخرين.
فشتان بين الزرقاوي وأبوسمهدانة وفرق كبير بين رحيل هذا وذاك
إقرأ أيضا لـ "خليل الأسود"العدد 1373 - الجمعة 09 يونيو 2006م الموافق 12 جمادى الأولى 1427هـ