العدد 1373 - الجمعة 09 يونيو 2006م الموافق 12 جمادى الأولى 1427هـ

قوات «سلام دارفور» تسير على حبل مشدود

التمويل العربي لحفظ السلام «دواء بعد الوفاة»

الحياة في إقليم دارفور السوداني المضطرب عصيبة بالنسبة إلى قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الإفريقي، فهم يمشون على خيط رفيع مشدود بين أطراف متشككة في الصراع. كما يحصلون على رواتبهم متأخراً ويعيشون في واحدة من أشد مناطق العالم قسوة من حيث المناخ.

ويراقب قرابة سبعة آلاف من قوات الاتحاد الإفريقي يعيشون في خيام بالإقليم الصحراوي الشاسع هدنة هشة. ويكافح هؤلاء عواصف ترابية مفاجئة يمكنها تقليص مدى الرؤية إلى نحو ثلاثة أقدام فقط، ودرجات حرارة مرتفعة، والبعوض الحامل لمرض الملاريا بجانب أمطار موسمية غزيرة تفيض على الطرق وتجعلها غير صالحة للاستخدام لعدة أشهر في بعض الأوقات.

وقال قائد قوات الاتحاد الإفريقي في كوتوم ريتشارد لورينز: إن تلك الظروف غير المواتية تقلل من العمر الافتراضي للمعدات إلى ستة أشهر، كما تؤدي إلى حدوث انسدادات في الأسلحة. كما تنفذ أرصدة هواتف شبكة الثريا التي تعمل عبر الأقمار الصناعية، ما يترك المواقع النائية مفتقرة إلى وسائل الاتصال. وهناك أيضاً مشكلات مالية.

وكلفة مهمة الاتحاد الإفريقي قرابة مليون دولار شهرياً. لكن الاتحاد الإفريقي يعتمد على الدول المانحة لدفع كلفة مهماته بخلاف مهمات حفظ السلام التي تقوم بها الأمم المتحدة التي تضمن التمويل من موازنة المنظمة الدولية. ويحاول مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إقناع السودان بقبول قوات حفظ سلام تابعة للمنظمة الدولية بحلول نهاية العام.

وحذر مسئولون بالاتحاد مراراً من أزمة في التمويل. وتعهدت الجامعة العربية بتقديم التمويل للمهمة بدءا من أول أكتوبر/ تشرين الأول المقبل وهو ما وصفه الاتحاد الإفريقي بأنه «دواء بعد الوفاة»، إذ ينتهي تفويض الاتحاد الإفريقي في سبتمبر/ أيلول المقبل.

ويقول المانحون الغربيون انهم سيلتقون في يوليو/ تموز المقبل للتعهد بتقديم أموال، غير أن ذلك قد يكون متأخراً بعض الشيء أيضاً. وتواجه تلك القوات المستنزفة حالياً المهمة الضخمة المتمثلة في المساعدة في تنفيذ اتفاق السلام الذي وقع في مايو/ أيار الماضي بوساطة الاتحاد الإفريقي ووافق عليه فصيل واحد فقط من بين ثلاثة فصائل للمتمردين في دارفور كما يرفضه عشرات الآلاف من أبناء الإقليم.

ويعارض السودان وجود أي قوة تابعة للأمم المتحدة في دارفور ويخشى من صدور تفويض من المنظمة الدولية قد يمنح القوات الجنبية سلطة عسكرية بلا قيود. وكان القائد العسكري لمهمة الاتحاد الإفريقي كولينز ايهيكيري قال انه يريد ثماني كتائب أخرى أو قرابة جندي حتى يكون قادراً على التعامل مع المتطلبات الجديدة بموجب الاتفاق. وقال «لكن الاتحاد الإفريقي يشعر أن المانحين قد لا يكونون قادرين على دعم أكثر من خمس كتائب... لذلك فنحن نتطلع إلى نحو آلاف جندي إضافي».

وتواجه قوات الاتحاد الإفريقي إلى جانب مشكلات النقل والتموين والمشكلات المالية عداء على الأرض. وقال القائد إبراهيم الحلو بمنطقة ديبيس شمال دارفور «الاتحاد الإفريقي غير محايد... لا نريدهم هنا». وعلى رغم كل تلك الصعوبات فإن الاتحاد الإفريقي يسير ببطء وبتفاؤل يفوق الواقع القاتم. وقال المتحدث باسم الاتحاد الإفريقي نور الدين مزني «الإرادة موجودة وسنظل في المهمة حتى نكملها»

العدد 1373 - الجمعة 09 يونيو 2006م الموافق 12 جمادى الأولى 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً