العدد 1373 - الجمعة 09 يونيو 2006م الموافق 12 جمادى الأولى 1427هـ

المحاكم الشرعية الصومالية مجموعة غير متجانسة

«نقطة اللقاء» مع «طالبان» تتمثل في «بديل الفوضى»

نيروبي - بياتريس ديبو وميشال كاريو 

09 يونيو 2006

تعتبر المحاكم الشرعية الصومالية التي استولت الميليشيات التابعة لها على العاصمة (مقديشو) الأسبوع الماضي تحالفا غير متجانس تشكل العناصر المتشددة الأصولية أقلية ضمنها، كما يؤكد خبراء لا يستبعدون مع ذلك أن تتجه هذه المحاكم إلى التشدد.

ويقول مدير برنامج إفريقيا في «المجموعة الدولية للازمات» سليمان بالدو ان هذه المحاكم تشكل «حركة غير متجانسة... هناك اتجاهات معتدلة ومتشددة... وهناك محاكم قدمت جملة خدمات (للسكان) وقامت بفرض النظام... وأخرى لديها برنامج أكثر تطرفا، مثل إقامة دولة إسلامية». ويقول بالدو انه نظراً لعدم تجانس المحاكم الشرعية، فإنه «من المبكر تحديد أي اتجاه سيغلب بداخلها، المعتدل أو المتطرف»، مؤكداً أن رئيسها الشيخ شريف شيخ أحمد «المعتدل» على وشك مغادرة هذا الموقع. وأضاف أن خليفته سيقرر إن كانت الحركة ستسلك اتجاها «راديكالياً أم أكثر اعتدالاً».

وتحفظت الولايات المتحدة عن التعليق على المحاكم الإسلامية. وقالت وزارة الخارجية الأميركية الأربعاء الماضي ان هناك «عدة اتجاهات مختلفة داخل هذه المجموعة». ويقول دبلوماسي غربي في نيروبي إن «التيار الجهادي» بزعامة الشيخ حسن ضاهر اويس لايزال يمثل «أقلية ضئيلة»، لكنه «جيد التسلح» داخل المحاكم الإسلامية. وأضاف أن «المحاكم تلقت الكثير من المال من رجال أعمال أرادوا التخلص من زعماء الحرب»، الذين كانوا يبتزونهم ويفرضون إتاوات على السكان، لكنهم «لا يريدون مع ذلك فرض الشريعة».

ونفى الشيخ شريف في رسالة إلى السلك الدبلوماسي أي صلة للمحاكم بالإرهاب. وقال: «لا نشاطر أهداف ووسائل المجموعات التي ترعى الإرهاب وتدعمه». وأضاف أن حركة المحاكم الإسلامية دينية وليست سياسية، وأن جناحها العسكري تشكل فقط لإنهاء التسيب الأمني المزمن. وأكد أيضا أن مجموعته تريد إنهاء الفوضى والعنف في الصومال «وإقامة علاقات ودية مع المجموعة الدولية تقوم على الاحترام والمصالح المتبادلة».

ويقول خبير آخر في الشئون الصومالية طلب عدم ذكر اسمه ان المحاكم الشرعية تقدم نفسها بوصفها «بديلاً عن الفوضى عبر نشر الإسلام في المجتمع»، وهذه نقطة لقاء بينها وبين حركة «طالبان» التي استولت على السلطة في أفغانستان في العام .

ويقول بالدو إنه يفترض أن يشكل إعلان موقف الحكومة الصومالية الانتقالية التي عجزت عن إعادة الأمن إلى البلاد، خلال الأيام المقبلة إشارة إلى التوجه الايديولوجي للمحاكم. وأضاف أنه بين المواجهة والحوار، يبدو أن الحكومة اختارت الحل الثاني فأرسلت موفدين إلى مقديشو، «لكن الحوار سيناريو سيكون من الصعب قبوله من جانب الولايات المتحدة». وأشار إلى أن «سيطرة المحاكم على مقديشو ليست أمرا مفروغا منه»، كما تشير التظاهرات المعارضة لها التي نظمتها عشيرة أبغال في العاصمة الصومالية، وهي العشيرة التي ينتمي إليها الشيخ شريف. وقال «يفترض أن تجد المحاكم وسيلة للتصالح مع العشائر المهيمنة في العاصمة حتى لا يتجدد القتال»

العدد 1373 - الجمعة 09 يونيو 2006م الموافق 12 جمادى الأولى 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً