قال الرئيس الأميركي جورج بوش أمس إن قتل زعيم «القاعدة» في العراق أبومصعب الزرقاوي لن ينهي الحرب في العراق ولن يوقف أعمال العنف، ولكنه «سيساعد كثيراً».
وقال بوش في مؤتمر صحافي مع رئيس الوزراء الدنماركي أندرس فو راسموسن إن غاية طموح الزرقاوي كانت وقف انتشار الديمقراطية في العراق وأن ينثر بذور الحرب الطائفية. وأضاف «أن إزالة الزرقاوي ضربة كبيرة لـ (القاعدة). إنها لن تنهي الحرب ولن تنهي العنف بالتأكيد، ولكنها ستساعد كثيراً».
وأشار إلى أنه يود أن تخرج القوات الأميركية من العراق بأسرع ما يمكن، ولكن ذلك يعتمد على تحقيق النصر في العراق.
وأوضح متحدث باسم الجيش الأميركي أمس أن الزرقاوي كان لايزال على قيد الحياة عند وصول القوات الأميركية إلى موقع الغارة التي استهدفت منزله، لكنه توفي بعد قليل متأثرا بجروحه. وقال الجنرال وليام كالدويل خلال مؤتمر صحافي نقل من بغداد إن «الزرقاوي ظل على قيد الحياة بعد الغارة الجوية».
وأوضح أن شرطيين عراقيين كانوا أول الواصلين إلى مكان الهجوم وعثروا على الزرقاوي حيا ووضعوه على حمالة، لكنه توفي مع وصول الجنود الأميركيين لاحقا للتأكد من هويته وكان لايزال على الحمالة. وكان مسئول أردني طلب عدم كشف هويته أفاد الخميس الماضي أن الزرقاوي توفي «بعد عشر دقائق على العملية» متأثرا بجروحه.
وأضاف المتحدث الأميركي «بحسب شاهد موجود في المكان أوحى الزرقاوي بأنه يريد النهوض من على الحمالة، لكن الأشخاص الموجودين تدخلوا لمنعه وما لبث أن توفي بعدها». وتابع أن لا قرار اتخذ حتى الآن في شأن جثة الزرقاوي، لافتاً إلى أن الأمر يعود إلى الحكومة العراقية.
وأشار إلى أن الزرقاوي لم يدل بمعلومات قبل وفاته، ولكن الهجوم تمخض عن معلومات مخابرات لم يسبق لها مثيل بشأن شبكته. وتابع «كان هناك اثنان من أبرز الشخصيات من شبكة القاعدة في العراق في ذلك الموقع... وكل ما كان لديهم هو الآن بحوزة قوات التحالف ونحن نتحراه».
وقال كالدويل إنه لم تكن هناك أي معلومة قادت القوات الأميركية والعراقية إلى قرية هبهب. وأضاف أنه وقعت غارة بعد وقت قصير من الهجوم وكان السبب في بعضها معلومات حصلنا عليها.
كما أعلن مصدر أمني عراقي في بعقوبة اعتقال ثمانية أشخاص بينهم صاحب المنزل الذي قتل فيه الزرقاوي. وقال إن «قوات أميركية - عراقية مشتركة اعتقلت صاحب المنزل عزيز علي خلال عمليات دهم وتفتيش في ناحية هبهب إلى الشمال من بعقوبة».
وأضاف المصدر أن «علي أفاد في التحقيق الأولي أنه اجر المنزل لعائلة تدعي أنها هجرت قسريا»، من دون إعطاء مزيد من التفاصيل. وأوضح أن «سبعة أشخاص آخرين اعتقلوا مع علي خلال حملة مداهمات في منطقة هبهب».
وفرضت الحكومة العراقية حظر التجول في بغداد الجمعة خوفا من شن «القاعدة» هجمات انتقامية. وتوقع الجيش الأميركي أن يشن مساعدو الزرقاوي هجمات جديدة للتأكيد أن تنظيمهم مستمر في العمل على رغم مقتل زعيمهم.
من جهتها، نفت حركة «حماس» الفلسطينية أنها أصدرت بيانا ينعى الزرقاوي، لكنها أشادت به باعتباره رمزا لمقاومة الاحتلال. وتلقت رويترز بيانا الخميس يقول إن الحركة تنعى الزرقاوي. وقال المتحدث باسم «حماس» سامي أبوزهري أمس إن الحركة لم تصدر أي بيان في هذا الشأن.
وفي إطار ردود الفعل المستمرة، قال وزير الداخلية العراقي الجديد جواد البولاني إن قتل الزرقاوي يمثل «بداية جديدة» للعراق. كما قال وزير النفط حسين الشهرستاني إن اختفاءه سيؤدي إلى تحسن إنتاج النفط الذي عرقلته أعمال العنف.
ودعا خطباء مساجد محافظة الانبار المواطنين إلى تهدئة الوضع الأمني في جميع مدن المحافظة التي تشهد توترا عنيفا منذ الاحتلال قبل ثلاث سنوات. وعبر أئمة وخطباء الجمعة في المساجد الشيعية عن أملهم بتحسن الوضع الأمني بعد مقتل الزرقاوي الذي كان أعلن «الحرب الشاملة» على الشيعة في العراق.
وعنونت صحيفة «المدى» المستقلة مقالها الافتتاحي «عراق بلا زرقاوي مثل العراق بلا صدام»، وذلك بعد أقل من ساعة من رفع حظر التجول في بغداد.
وتعهد زعيم حركة «طالبان» الأفغانية الملا محمد عمر بألا يضعف مقتل الزرقاوي الجهود الإسلامية ضد «القوات الصليبية».
وشكك عدد من الخبراء المصريين في التيارات الإسلامية المتشددة في شخص أبوالمصري الذي أفاد الجيش الأميركي أنه قد يخلف الزرقاوي على رأس تنظيم «القاعدة» في بلاد الرافدين
العدد 1373 - الجمعة 09 يونيو 2006م الموافق 12 جمادى الأولى 1427هـ