يرى بعض الخبراء ان مقتل زعيم «تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين» أبو مصعب الزرقاوي أمس الأول في غارة جوية يشكل انتصارا للولايات المتحدة في العراق، غير انه من غير المتوقع ان يهدد التنظيم على الصعيد العالمي. وان كان الزرقاوي تحول على مر الأشهر إلى زعيم حرب مخيف، إلا انه لم يتمكن من لعب دور أكثر شمولية في الحركة الإسلامية العالمية لافتقاره إلى الموقع المالي والفقهي وإلى شبكات دولية متينة البنية.
وعلى رغم الإشادة به في مئات المواقع الإسلامية على الإنترنت، فإن الخبراء يعتبرون انه لم يكن يلعب دورا عملانيا سوى في بعض المناطق العراقية وبالتالي فان مقتله لن يضعف إطلاقا «القاعدة» المتشعب دوليا.
وقال الاختصاصي الفرنسي في الحركات الإسلامية دومينيك توما «سيكون لمقتله وطأة رمزية بالنسبة إلى الأميركيين الذين سيتمكنون من إعلان انتصارهم، لكن الزرقاوي لم يكن يحظى بامتدادات دولية واسعة بما فيه الكفاية حتى يحدث (غيابه) تغييرا كبيرا».
وأضاف توما - صاحب كتاب بعنوان «لندنستان، صوت الجهاد» - «لا تنسوا انه لم يكن حتى داعية، ولم يكن لديه بالتالي أي تأثير ديني، لم يكن سوى زعيم حرب... انها بالتأكيد هزيمة للتطرف الإسلامي، لكن طالما ان هناك العراق وأراضي أخرى، وأفكر هنا في فلسطين ولا شك أيضا الصومال ودارفور قريبا، سيكون في وسع القاعدة ان تعاود انتشارها».
وان كان بعض المراقبين تحدثوا عن «شبكات الزرقاوي» في الخارج وامتدادها حتى الغرب، إلا انه تبين اثر تفكيك الكثير من الشبكات ان الأمر يقتصر على اتصالات جرت بين أفراد بهدف نقل عناصر وأسلحة وأموال إلى العراق.
ورأى توما ان هذه الشبكات منظمة بشكل جيد ولا شيء يشير إلى ان مقتل الزرقاوي سيعوق عملها بشكل فعلي.
وقال اختصاصي الإرهاب في كلية الدفاع الوطنية السويدية ماغنوس رانستورب ان «مقتل الزرقاوي مهم على الصعيد المحلي في العراق لأنه يساهم في القضاء على العنف المذهبي بين الشيعة والسنة، كما قد يحد من الدعم لحركة التمرد، لكن على صعيد أكثر شمولية، لا اعتقد انه سيحدث فرقا كبيرا». وأضاف «من المرجح ان يحل محله شخص آخر في العراق، لكن هذا لن يكون له أي تأثير على العنف على صعيد العالم». وأضاف رانستورب «لن أفاجأ ان وجدت قريبا على الانترنت مواقع تشيد به وتتغنى ببطولته وباستشهاده»، موضحا ان «مقتله قد يساعد بطريقة ما مع الوقت على تعبئة المئات ان لم يكن الآلاف من الأنصار».
ومن الأسباب التي لن تجعل مقتله يؤثر على الحركة الجهادية في العالم بحسب بعض الخبراء، ان المقاومة العراقية من جهة وواشنطن من جهة أخرى تعمدتا تضخيم دوره في العراق
العدد 1373 - الجمعة 09 يونيو 2006م الموافق 12 جمادى الأولى 1427هـ