العدد 1373 - الجمعة 09 يونيو 2006م الموافق 12 جمادى الأولى 1427هـ

شهيداً في قصف إسرائيلي على غزة

ارتكب الاحتلال الإسرائيلي أمس مجزرة بحق الشعب الفلسطيني أدت إلى استشهاد شخصاً بينهم أطفال وإصابة العشرات. فقد قصفت الزوارق الإسرائيلية المصطافين على ساحل شمال غرب مدينة غزة، ما أسفر عن استشهاد شخصاً وإصابة آخرين. وفي وقت سابق شنت طائرات إسرائيلية ثلاث غارات على سيارتين وعلى مجموعة من المسلحين في أماكن متفرقة من شمال القطاع أسفرت عن استشهاد ثلاثة وإصابة خمسة آخرين.

واعتبر الرئيس الفلسطيني محمود عباس ما حدث حرب إبادة ومجازر دموية ضد الآمنين من دون تمييز. وطالب «المجتمع الدولي واللجنة الرباعية ومجلس الأمن بوضع حد لهذه العربدة الإسرائيلية».

من جهته، اعتبر رئيس الوزراء إسماعيل هنية القصف والغارات «جرائم حرب بكل ما للكلمة من معنى». وشدد على ضرورة أن «يتوقف الجدل السياسي ويجب أن يتوحد الجميع لأن العدوان أصبح لا يفرق، والجميع في دائرة الاستهداف». كما تعهد الجناح العسكري لـ «حماس» باستئناف مهاجمة «إسرائيل» في خطوة من شأنها أن تنهي الهدنة التي التزمت بها الحركة منذ العام الماضي. كما اعتبرت روسيا أن لجوء الجيش الإسرائيلي «المفرط» للقوة «غير مقبول».

وكان عباس وقع مرسوماً يدعو إلى تنظيم استفتاء في يوليو/ تموز، في حين دعاه هنية إلى العدول عن الاستفتاء، محذراً من «انقسام تاريخي» بين الفلسطينيين إذا أصر على موقفه.


هنية يحذر عباس من إجراء «الاستفتاء» ودعوة لانعقاد طارئ لـ «التشريعي»

شهيداً وجريحاً في مجزرة إسرائيلية في مدينة غزة

عواصم - وكالات

أكدت مصادر طبية فلسطينية أن خمسة عشر فلسطينيا على الأقل استشهدوا وأصيب أكثر من خمسين آخرين في تصعيد عسكري جوي وبحري غير مسبوق على قطاع غزة. وروى شهود عيان أنهم شاهدوا بأعينهم عشرات الأطفال وهم يصرخون ويبكون، وأنهم شاهدوا أيضاً جثث عدد من القتلى، وأن سبعة من بين الشهداء من عائلة واحدة، بينهم أم وطفلها لم يتجاوز العام ونصف العام من عمره. وقال شهود العيان إنهم شاهدوا العشرات من الفلسطينيين المصطافين من الشبان والأطفال وقد سقطوا على الرمال مضرجين في دمائهم، وذلك على شاطئ بحر بلدة بيت لاهيا شمال القطاع بعد أن قامت البوارج الحربية التابعة لسلاح البحرية الإسرائيلية بإطلاق عدد من القذائف.

ومن ناحية ثانية، شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية ثلاث غارات جوية متفرقة على سيارتين وعلى مجموعة من المسلحين في أماكن متفرقة من شمال غزة أسفرت عن استشهاد ثلاثة مقاومين على الأقل وإصابة خمسة آخرين.

وجاءت الغارة بعد قيام الطائرات الإسرائيلية باستهداف مجموعة من المقاومين الفلسطينيين الذين كانوا يحاولون إطلاق صاروخ على بلدات إسرائيلية شرق بلدة بيت حانون شمال غزة ما أدى إلى إصابة أحدهم بجروح.

وفي الشأن السياسي، وقع الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس مرسوما يدعو إلى تنظيم الاستفتاء، في حين دعاه رئيس الوزراء إسماعيل هنية إلى العدول عن ذلك محذرا من «انقسام تاريخي» بين الفلسطينيين إذا أصر على موقفه، وناشد هنية عباس «بالله ثم برحم الإسلام والوطنية الذي يجمعنا أن تعتمد الحوار لا الاستفتاء». وأضاف أن الاستفتاء «لا يتوافر الأساس الدستوري والقانوني» له.

وقال إن «فكرة الاستفتاء تحمل مخاطر كثيرة على وحدة الشعب الفلسطيني وأخشى أن تحدث شرخا تاريخيا تعاني منه القضية الفلسطينية لعقود مقبلة». وعرض هنية على عباس كبديل «أولاً: استبعاد فكرة الاستفتاء. ثانياً: إجراء حوار عاجل على أساس وثيقة الأسرى وبهدف التوصل إلى توافق وطني. ثالثاً: وفي ضوء هذا التوافق يصار إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية».

كما دعا أعضاء المجلس التشريعي من «حماس» إلى عقد جلسة طارئة للمجلس لبحث ما إذا كان عباس يملك سلطة دستورية تخوله الدعوة إلى إجراء استفتاء.

وأعلن النائب عن قائمة التغيير والإصلاح التابعة لـ «حماس» مشير المصري أن الكتلة بالإضافة إلى بعض النواب المستقلين، تقدموا بطلب لعقد جلسة طارئة للمجلس غدا (الأحد) لبحث مدى قانونية فكرة إجراء الاستفتاء.

وذكر المصري أن كتلة التغيير أكدت أن «المجلس التشريعي هو صاحب الصلاحيات والشأن في سن التشريعات والقوانين التي تنظم الحياة الفلسطينية».

وأكد مسئول في السلطة الفلسطينية أن «الرئيس وقع المرسوم والاستفتاء سيجرى في يوليو/ تموز». بينما أكد مسئولان آخران في السلطة أن عباس وقع المرسوم الذي يدعو إلى تنظيم الاستفتاء. وأوضحا أن الرئيس سيعلن رسميا موعد الاستفتاء اليوم (السبت) خلال مؤتمر صحافي.

وفي حوار نشرته صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية قال هنية إن حكومته على استعداد لأن تلتزم بالامتناع عن «العنف» لعدة عقود إذا سهلت «إسرائيل» إعلان قيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس. وقال إن العرض مشروط بعودة اللاجئين الفلسطينيين. وتابع قوله «لا أتحدث عن الاعتراف بـ (إسرائيل). إذا سرى وقف إطلاق النار فإن العنف سينتهي».

إلى ذلك، أعلن متحدث باسم الحكومة الاندونيسية أن الرئيس الفلسطيني ألغى زيارة كانت مقررة في من الشهر الجاري لاندونيسيا بسبب الوضع الفلسطيني. في وقت أفادت مصادر يمنية بأن الرئيس اليمنى علي عبدالله صالح سيرعى أواخر الأسبوع المقبل لقاء يضم عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل إلى جانب عدد من مسئولي السلطة الفلسطينية واللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ومسئولين في «حماس».

ومن جانب آخر، شارك آلاف الفلسطينيين في رفح بجنوب القطاع في تشييع القائد العام للجان المقاومة الشعبية جمال أبوسمهدانة الذي استشهد مع ثلاثة من مساعديه الليلة قبل الماضية في غارة جوية إسرائيلية على معسكر تدريب. وحذرت الحكومة الفلسطينية من انعكاسات اغتيال أبو سمهدانة، وقال المتحدث باسمها غازي حمد إن «(إسرائيل) بدأت مرحلة خطيرة من استهداف أعضاء حكومة رسميين وخصوصاً أنهم اعتبروا إسماعيل هنية (رئيس الوزراء) مطلوبا». وأكد أن «(إسرائيل) تتحمل تبعات الجريمة وكل ردود فعل على الاغتيال».

وكان وزير الداخلية الفلسطيني سعيد صيام عين في ابريل/ نيسان الماضي أبوسمهدانة مراقباً عاماً لوزارة الداخلية. وأصدر الرئيس الفلسطيني مرسوما بإلغاء هذا القرار. وقال المتحدث باسم لجان المقاومة الشعبية أبومجاهد إن قادة اللجان اجتمعوا أمس وعينوا قائداً عاماً جديداً لن تكشف هويته

العدد 1373 - الجمعة 09 يونيو 2006م الموافق 12 جمادى الأولى 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً