هاتفني رجل مسن يقترب من عقده السابع شاكيا سوء الحال، وما أكثر الشاكين حولهم، ولم تكن المكالمة الوحيدة التي تحمل بين طياتها ضنك الحياة ونصبها، إلا أنها كانت المكالمة الوحيدة التي كان ضنكها ونصبها لا يجعلك قادرا على إكمال المكالمة.
الرجل الذي يسكن جزيرة سترة ذكر لي أنه متزوج من اثنتين وله من كل واحدة اثني عشر ولدا، ولا يتبقى من مرتبه التقاعدي إلا عشرون دينارا لا غير! طلب مني طريقة يصرف بها العشرين دينارا على أربعة وعشرين نفسا غالبيتهم من البنات. لم أستطع من دون شك أن أسعفه بطريقة يصرف بها هذه الدنانير العشرين لأن نصيب كل واحد من أبنائه وبناته أقل من دينار في الشهر، وهو ما لا يكفي لشراء وجبة لهم ليس من مطاعم كنتاكي أو جسميز وإنما من أتعس دكان سنبوسة في البحرين!
انتهت المكالمة ولم تنته أصداؤها في مسامعي، ولا أعرف متى ستنتهي قصص الفقر التي تكتظ بها مناطق البحرين وقراها، كل ذلك يحدث وبرميل النفط يعيش عصره الذهبي، وهل تعجز كل السياسات وكل المشروعات أن تؤسس مؤسسة مالية تعنى بالشأن المالي يكون هدفها الأول القضاء على هذه القصص ليس بالتعتيم عليها ولكن بانتشال أصحابها من مستنقع الفقر الكافر
إقرأ أيضا لـ "عقيل ميرزا"العدد 1372 - الخميس 08 يونيو 2006م الموافق 11 جمادى الأولى 1427هـ