أخيراً سقط الطاغوت،زعيم تنظيم «القاعدة» في بلاد الرافدين أبومصعب الزرقاوي بعملية مشتركة بين القوات الأميركية والعراقية والمخابرات الأردنية شمال بعقوبة مساء الأربعاء يونيو/ حزيران ، وبمقتله تنفس العراقيون الصعداء بعد أن عاث الرجل الفساد في أرضهم. لقد مثّل الرجل بعبعاً وكابوساً للعراقيين وتعامل وخصوصاً مع الشيعة وكأنهم عبيد في ديرته، وبث سموم الفتنة الطائفية بين السنة والشيعة وحلم بتكوين الإمارة الفاضلة التي لا يخطىء فيها البشر. لقد خلط هذا الرجل بإيعاز من السفهاء بين مجاهدة المحتلين في العراق وبين الشعب الأعزل، وأخذ يكفر جميع أهل القبلة بما فيهم السنة الذين انخرطوا في العملية السياسية.
يمثل مقتل الزرقاوي بالطبع ضربة موجعة للمتشددين الإسلاميين في جميع أنحاء المعمورة الذين آثروا مهاجمة أوطانهم وبني جلدتهم من المسلمين والعرب، ما أفقدهم الدعم والتعاطف الشعبي. الزرقاوي لن يفتقده أحد سوى زمرته والذين أثنوا على أعماله الوحشية و نتوقع أن يرثوه في تسجيلات. ومع ذلك لن يحد مصرعه من ظاهرة الإرهاب عموماً في العراق، فالرجل مجرد فرد ومازالت أفكاره يحملها الكثير من المغرر بهم.
لقد هبطت أسعار النفط بالأمس بأكثر من دولار وارتفع الدولار مقابل العملات الأخرى كما ارتفعت الأسهم في المنطقة بسبب هذا الحادث ولكن ذلك لن يحقق الأمن لقطاع النفط الحيوي في الخليج ما دامت هناك عناصر متخفية لـ «القاعدة» تستهدفه.
إن مقتل الزرقاوي يُعد في الواقع خطوة نحو الاستقرار في العراق وهو بداية النهاية للمقاتلين الأجانب، ولكن نخشى أن يخطف الأميركيون هذا الانجاز ويخلقوا زرقاوياً آخر من أجل البقاء أكثر وإنشاء قواعد لهم ورفع شعبية الجمهوريين في الانتخابات المقبلة في الولايات المتحدة. ومن هذا المنطلق ينبغي على العراقيين الاستفادة من هذه الفرصة وتوحيد صفوفهم من خلال إجراء مصالحة وطنية يشارك فيها حاملو السلاح الآخرين الذين لم تلطخ أياديهم بدماء الأبرياء، وأمامهم الآن مؤتمر الوفاق الوطني الذي تساهم في تنظيمه جامعة الدول العربية. ومرة أخرى «مبروك» للعراق ولا نامت أعين الإرهابيين
إقرأ أيضا لـ "عزوز مقدم"العدد 1372 - الخميس 08 يونيو 2006م الموافق 11 جمادى الأولى 1427هـ