على رغم فشل الميليشيات الصومالية التي تلقت دعماً من الولايات المتحدة في تحقيق أي انتصار عسكري على ميليشيا المحاكم الإسلامية، التي تعتبرها واشنطن من دون وجه حق بأنها ستجعل الصومال ملاذاً للإرهابيين، عبّر الرئيس الأميركي جورج بوش عن «قلقه» بشأن التطورات الأخيرة في العاصمة الصومالية ولم يعترف بالطبع بالفشل ودحر قوات تحالف أمراء الحرب، المدعومة من واشنطن، التي حاولت السيطرة على مقديشو.
ويجيء تعليق بوش بعد أسابيع من القتال الشرس بين ميليشيا اتحاد المحاكم الإسلامية وتحالف أمراء الحرب، والتي انتهت بسيطرة الأولى على العاصمة وبعد أيام من طلب رئيس جمهورية الكونغو ورئيس الاتحاد الإفريقي دينيس ساسو نجوسو من الولايات المتحدة المساعدة في إيجاد سبل لإنهاء الأزمة في الصومال ووقف تقديم العون لأمراء الحرب.
تصريحات بوش تعني أن الولايات المتحدة لا تعير طلب الاتحاد الإفريقي، الذي نجح بعد مفاوضات شاقة من تحقيق اتفاق سلام وقع في كينيا بين الأطراف الصومالية تم بموجبه تعيين حكومة لإعادة السيطرة على الأوضاع في الصومال، أي اهتمام. ويبدو أن الولايات المتحدة لم تنس الهزيمة التي تجرعتها في هذا البلد ولا تريد له أن يعيد ترميم أوضاعه أبداً.
أوضح ساسو لبوش أن الاتحاد الإفريقي يسعى جاهداً لإيجاد حل للأزمة وحث الإدارة الأميركية على بذل المزيد من الجهود للمساعدة في إقامة حكومة في الصومال من دون تقديم معونة لأمراء الحرب الذين يقاتلون للسيطرة على البلاد ويخربون كل فرص السلام. لكن هل يتفق بوش في هذه الرؤية مع ساسو يا ترى؟ لا نعتقد ذلك، وعلى الاتحاد الإفريقي أن يزيد من ضغوطه على أميركا حتى تحدد بوضوح أهداف سياستها المتناقضة في القارة الإفريقية أو تترك الأمر لأصحابه من دون تدخلات مخلة
إقرأ أيضا لـ "ابراهيم خالد"العدد 1371 - الأربعاء 07 يونيو 2006م الموافق 10 جمادى الأولى 1427هـ