نقل موقع هيئة الإذاعة البريطانية خبرا مفاده أن شركة الحاسوب العملاقة «اي بي ام» تخطط لاستثمار ضخم في الهند تبلغ قيمته مليارات دولار على مدى سنوات. ويشير الموقع إلى أن حجم هذه الصفقة التي تبلغ ثلاثة أضعاف ما استثمرته الشركة في الهند حتى الآن والبالغ ملياري دولار هو أكبر مبلغ تستثمره شركة متعددة الجنسيات في الهند في الفترة الأخيرة. ويعتبر عدد الذين تستخدمهم شركة اي بي ام في الهند الأكبر خارج الولايات المتحدة حيث تستخدم الشركة ألف شخص في مدينة هندية.
وكما ورد في الخبر فإن الجديد في الموضوع هو حجم الاستثمار، فوجود شركة آي بي إم قديم في شبه القارة الهندية، كما أنها، أي آي بي إم، ليست الشركة متعددة الجنسيات الوحيدة العاملة في حقل تقنيات المعلومات التي لها نشاط هناك، فإلى جانبها تنشط مايكروسوفت وأوراكل وأخريات. وقد تفاوتت تلك الأنشطة بين تأسيس فروع لمثل تلك الشركات إلى شراء شركات هندية قائمة وناجحة إلى نموذج يجمع بين الاثنين، أي وجود مباشر والاستعانة لفترة معينة بخبرات شركة محلية لفترة محدودة لإنجاز مشروع معين.
يشر إلى ان الكثير من تلك المشروعات التي تنفذها الشركات العملاقة في الهند وقعت عقودها مؤسسات حكومية أو قطاع خاص في المنطقة العربية وعلى وجه الخصوص الخليجية منها. تشهد على ذلك مشروعات الحكومات الإلكترونية والبرمجيات والتشبيكات التي تحتاجها مشروعات البناء، الرائجة أسواقها أخيراً في المنطقة.
والمبررات التي تسوقها تلك الشركات للأخذ بمثل هذا النموذج التجاري هي:
رخص اليد العاملة الهندية مقارنة بشبيهاته في أي منطقة أخرى من دول العالم الثالث بما فيها المنطقة العربية.
إتقان المهارات الهندية، في مجالات تقنية المعلومات على وجه الخصوص، للغة الإنجليزية الأمر الذي لا يسهل عملية التواصل فحسب، بل يسرع في خطوات التنفيذ الأمر الذي يؤدي إلى تقليص آخر في النفقات والوقت.
التقيد بالمقاييس الدولية، متى ما حرصت الشركة العملاقة ذات العلاقة على ضمان كفاءة الجودة من خلال العقود أولا والإشراف المباشر ثانيا.
وإذا تجاوزنا إمكانات اللحاق بالهند أو حتى منافستها بشكل مباشر في مجال التعهيد (Outsourcing) لأسباب كثيرة، لكننا لماذا نغفل ممارسة دور الوسيط بين الشركات العملاقة والسوق الهندية، ففي هذا الدور الكثير من الفوائد لكل الأطراف التي يمكن أن تتعاون: الشركات العملاقة، الشركات الهندية، وبينهما الحليف الخليجي. النموذج شبيه بخطوط التجارة بين الغرب والشرق الأقصى، التي كانت تمر عبر موانئ الخليج، خلال القرون الأربعة الماضية.
قد تبدو المعادلة صعبة، وربما يشوب تنفيذها بعض التعقيد، لكنها فكرة تستحق التفكير والتمعن
إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"العدد 1371 - الأربعاء 07 يونيو 2006م الموافق 10 جمادى الأولى 1427هـ