الصحافة المستقلة هي الشريك الحقيقي للحكم الصالح، ومثل هذه العبارة قيلت في المحافل الدولية بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي لحرية الصحافة، الذي احتفلت به البحرين من خلال برنامج بهيج رعاه محافظ الوسطى سلمان الزياني.
ومنذ أن بدأ عهد الإصلاح السياسي في مطلع بقيادة راعي المسيرة جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة والبحرين تنعم بهامش من الحرية الصحافية، وهي حرية أكد عليها جلالته - حفظه الله ورعاه - في كل اللقاءات التي تمت بينه وبين الصحافيين، وكرر جلالته بأنه يضمن لكل صاحب رأي بأن يعبّر عن رأيه من دون خوف؛ لأن البحرين هي بلد الأمان وبلد لا تقوم فيه الدولة بإرعاب أصحاب الرأي ولا تضعهم في السجون ولا تحاربهم في أرزاقهم...
كلمات جلالة الملك فخر لكل بحريني، وقيادة جلالته للمسيرة هي الضمان لنا جميعاً لمنع عودة أساليب الماضي عندما كان يخاف المرء على رزقه وحياته، وتخاف المؤسسة على مكانتها المالية، فيما لو عبّر أحد الأشخاص عن رأيه. لقد انتزع جلالة الملك ذلك الخوف من قلوب البحرينيين (إلى الأبد إن شاء الله) وأصبحنا أحرارا في كثير من نقاشاتنا، وبدأنا نرفع رؤوسنا بين الأشهاد.
الصحافة المستقلة هي التي دعمت مشروع جلالة الملك، وهي تستحق من الحكومة أن تعاملها كشريك حقيقي في الإصلاح، وألا تتعامل معها على أساس التخويف بقطع أرزاقها أو تسليط بعض وسائل الماضي عليها. لقد وقفت «الوسط» بصلابة مع مشروع جلالة الملك منذ البداية، ويفخر مؤسسو هذه الصحيفة المستقلة (الوسط) بأن عاهل البلاد هو الذي أفسح المجال إليها للتنفس بالطريقة التي تنفست به، وهذا الامتنان والشكر واجب على «الوسط» إلى جلالة الملك المفدى؛ لأن «مَنْ لا يشكر المخلوق لا يشكر الخالق».
إننا وفي الوقت الذي نشكر فيه جلالة الملك، لنؤكد ولاءنا له، وعزمنا أيضاً على مواصلة الطريق في دعم مشروعه «الإصلاحي - التصالحي» الذي أنقذ البحرين من الهاوية التي كانت تنتظرنا فيما لو استمرت أجواء قانون أمن الدولة... وإننا إذ نؤكد التزامنا المطلق بالمبادئ العليا التي أعلنها وكرر إعلانها جلالة الملك، ندعو المسئولين في الحكومة إلى عدم استخدام لغة الوعيد أو لغة التشكيك، وربما قريباً لغة التهديد.
إننا نحن الشركاء الحقيقيين لمشروع الملك الإصلاحي... كل آبائنا من كل الفئات المجتمعية وقفت مع أسرة آل خليفة الكرام في العام وقد صدر قرار من مجلس الأمن الدولي في مايو يؤكد عروبة واستقلال البحرين بقيادة أسرة آل خليفة بفضل آباء كل البحرينيين من كل الفئات المكونة لمجتمع البحرين الحديث.
إننا نحن الشركاء الحقيقيين للإصلاح عندما تقدّمنا بعرائض مطلبية في و تؤكد حكم آل خليفة الدستوري. إننا نحن الشركاء الحقيقيين عندما ساهمنا جميعاً في تناسي الماضي وإنجاح مشروع ميثاق العمل الوطني بقيادة الملك حمد. إننا الشركاء الحقيقيون لمشروع جلالة الملك المفدى.
وعليه فان أملنا فيه كبير جداً في أن يستمر جلالته في حماية حرياتنا العامة... وهذا الأمل هو الذي أعطانا القوة للاستمرار حتى الآن... ومن جلالته نستمد العون، حالياً، في ظل أحاديث «مرعبة» عن احتمال عودة بعض الأساليب القديمة للتضييق على حرية الهامش الصحافي المتوافر لدينا بفضل مشروع الملك الإصلاحي... وكما نصر الشعب الملك حمد، فإن جلالته هو النصير الأول - بعد الله سبحانه وتعالى - لحرية شعب البحرين
إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"العدد 1371 - الأربعاء 07 يونيو 2006م الموافق 10 جمادى الأولى 1427هـ