أيام الخميس المتعاقبة على لبنان يبدو وكأنها ترسم «سيناريوهات» ليست في الحسبان. في الخميس الماضي أشعل أحدهم «عود ثقاب» على سبيل اللهو والتسلية فتسبب في اندلاع حريق إعلامي وسياسي وطائفي كاد أن يشعل البلد. وهذا الحادث الطارئ وغير المتوقع رسم «سيناريو» جعل من «برنامج هزلي» المدخل إلى البحث في قضية ترقى في أهميتها وجلالها إلى مستوى الدفاع عن الوطن، وذلك عندما يستأنف مؤتمر الحوار الوطني جلساته غدا الخميس.
وأشار هذا الحادث إلى المدى الذي وصل إليه الوضع السياسي العام من ضعف ووهن بحيث يمكن أن تسبب ضربة كف في فتنة تطلق شرارة حرب أهلية. الأمين العام لحزب الله السيدحسن نصرالله كان في مؤتمره الصحافي أمس الأول للرد على اتهامات تلت «تظاهرات الخميس» كالعادة على مستوى المسئولية فلم يتنصل منها، وإن يكن تحمل تبعاتها مع الشركاء الآخرين في نشر أجواء الاحتقان بين الفعل ورد الفعل. وباختصار، كان هذا الأسبوع «خوار» الذي سبق استئناف الحوار.
أما الخميس التالي هو «خميس الحوار» الذي قد يشهد هو الآخر بعض خطوط «سيناريو» آخر غير متوقع... وأسوأ ما يمكن أن يحدث هو أن يطرح البعض استراتيجية دفاعية من منطلق وجود (عدو) في الجوار غير «إسرائيل»! والعقدة الأخرى هي في النظرة إلى المقاومة. فقد أعلنت مصادر مقربة من النائب وليد جنبلاط أنه بصدد تقديم «استراتيجية دفاعية» لحل سلاح المقاومة.
هل يكون هذا خميس المجتمعين حول الطاولة المستديرة، لنشر الغسيل بين القطبين المتنافرين بحيث ينتقل كلاهما من الضفتين المتقابلتين ليلتقيا في ضفة واحدة؟!. وليعلم المتحاورين أن الخلاف بشأن البند الأخير (سلاح المقاومة) كفيل بنسف جميع القرارات المتفق عليها مسبقا، كما أنه يدعو لنشر «صفارات خطر» دولية تتحكم بمسار الطاولة من أصغر مسمار فيها وصولا إلى قوائمها المرشحة للتخلع إذ لا ينفع في ترميمها قدرة النجار ولا في تصميمها دقة المنشار. لذلك من المستحسن أن تتفقوا على «وحدة» لبنان، لا على تفرقته
إقرأ أيضا لـ "ايمان عباس"العدد 1370 - الثلثاء 06 يونيو 2006م الموافق 09 جمادى الأولى 1427هـ