اللعب على الغرائز وإثارة الفتن وطرق المواقع الحساسة هي جميعها أساليب نجحت على الدوام في لفت انتباه الجمهور وإثارته، ومن الواضح أن هذه الأساليب لاتزال تستخدم بشكل واسع عبر القنوات الإعلامية المختلفة، بشكل معتاد ومكرر، كأسلوب لكسب الجماهير، في سوق إعلامي يعج بالمنافسة، ويمكن أن تنحدر فيه القيم، من أجل البيع. في السياق ذاته، دعت أربع مثقفات سعوديات في بيان أرسلنه إلى صحيفة «دنيا» النسائية السعودية أخيراً إلى مقاطعة البرامج التلفزيونية التي تدعو إلى ما وصفنه بـ «الرذيلة والانحلال الأخلاقي»، مبديات اعتراضهن تحديداً على برنامج «هالة شو» الذي تذيعه قناة «روتانا الأفلام»، والذي حرصت مقدمته هالة سرحان على الدوام على طرح المواقع المحظورة ومناقشة الموضوعات التي تثير الغرائز بكل صراحة من دون مراعاة للذوق العام، أو للخطوط الحمراء، مهددات بشن حملة واسعة للتصدي لهذه البرامج.
لسنا ضد مناقشة جميع الموضوعات بحرية، ولسنا ضد الصراحة والوضوح والتثقيف إن كان في محله، غير أن تركيز سرحان على هذه الموضوعات بالذات، ورفع سقف الجرأة في الطرح كل مرة، يبرر إلى حد كبير موقف تلك المثقفات السعوديات، وحملتهن التي عزمن على تنظيمها. يمكننا أن نعالج دوماً أي موضوع، بشكل تثقيفي كان أو علمي أو اجتماعي، لكن علينا أن نجد الخيط الفاصل بين التثقيف والتوعية، وبين الانحلال من أجل الإثارة، فما هكذا التثقيف يا سرحان
إقرأ أيضا لـ "ندى الوادي"العدد 1370 - الثلثاء 06 يونيو 2006م الموافق 09 جمادى الأولى 1427هـ