العدد 1369 - الإثنين 05 يونيو 2006م الموافق 08 جمادى الأولى 1427هـ

«وناسه» كويتية!

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

بعد الثورة «البرتغالية» الكويتية، التي رفعت شعار «نبيها خمس»، بدلاً من الدوائر العشر، وحل «مجلس الأمة»، بدأ الجميع التحضير للانتخابات الجديدة.

«الثورة البرتغالية» قامت من أجل تقليص عدد الدوائر فزادتها إلى ! ومع ذلك فإن حركة «البرتغاليين» هدفت إلى الحد من بيع وشراء الأصوات، إلا إن المظاهر القديمة التي ترافق الانتخابات بقيت على حالها بما لا يدل على أن هناك تغييراً جوهرياً طرأ على السطح: خيام وموائد و«هرفي» من النوع الزين!

الظاهرة التي ربما تكون جديدة، ظهور مرشح «عبقري» اسمه محمد راشد الحفيتي، يمثل ثورةً «برتقاليةً» في حد ذاته! فهم يلقبونه اليوم بـ «البديل»، كونه الوحيد الذي لا يقدّم الأكل ليرشي الناخبين، وإنما يجمع المال بنفسه لتمويل حملته الانتخابية بتعبه وعرق جبينه، من خلال بيع «كاسيتاته»!

الحفيتي المرشح في الدائرة الثامنة (مشرف وبيان) تضمن برنامجه الانتخابي (الليبرالي) المطالبة بالسماح بفتح البارات من أجل «تنشيط» الاقتصاد الوطني، وبيع الخمور باعتبارها أفضل من المخدرات! وذهب إلى الدعوة إلى «إحضار الروسيات إلى جزيرة فيلكا للوناسه» على حد تعبيره.

الحفيتي أطلق هذه التصريحات المثيرة بمناسبة «نيته» افتتاح مقرّه الانتخابي قبل أيام، إذ يعقد مهرجاناً خطابياً طابعه هزلي ويوجه انتقاداته للأوضاع المحلية وإلى النواب، بحيث أصبح يجتذب إليه الجمهور من جميع المناطق لسماع «اجتهاداته» عن الديمقراطية الكويتية! وعندما سأله الزميل حسين عبدالرحمن عن مصادر تمويله، قال إنه يأتي من خلال بيع أشرطة ندواته على الجمهور، فهو المرشح الكويتي الوحيد الذي يبيع «كاسيتاته» من أجل التمويل الذاتي! واعترف أنه لا يمانع من «أن يدفع أحدٌ لتمويل حملته»، خصوصاً أنه لا يقدم «بوفيهات» إلى الجمهور، ولا حتى الماء! بعض الإسلاميين الذين انزعجوا من أطروحات المرشح الفلتة، كلفوا محامياً برفع دعوى مستعجلة ضده بدعوى التحريض على الفسق والفجور، وقرّر آخرون رفع دعوى لشطبه من سجلات الترشيح لخوض الانتخابات. ودخل هؤلاء في جدلٍ مع القانونيين الذين قالوا إنه لا يحق إلغاء ترشيح مواطن ما لم يفقد شرطاً من الشروط التي تؤهله لذلك، كالحكم عليه في جريمةٍ مخلةٍ بالشرف والأمانة، أو إسقاط الجنسية.

على أن المفاجأة الكبرى هو أن الحفيتي ذهب برجله إلى وزارة الداخلية الكويتية وقدّم أوراقه لسحب ترشيحه رسمياً، من خوض الانتخابات التي ستجرى في التاسع والعشرين من هذا الشهر، بعد أن تلقى تهديدات من «مجهولين» بحرق خيمته الانتخابية! وأبلغ رجال الأمن بالاتصالات التي انهالت عليه بعد تصريحاته. وبسحبه الترشيح سحب أيضاً البساط من تحت أرجل معارضيه لمقاضاته!

بعض القوى السياسية والدينية اعتبرت ترشيح الحفيتي «سبّة» في وجه الكويت، لأنه يرشّح نفسه من أجل الاستهزاء بـ «الديمقراطية الكويتية»، وحوّل الندوات إلى «مسخرة» مستغلاً أجواء الحرية التي يتمتع بها الشعب الكويتي.

الحفيتي المسكين، الذي يشعر بخنق الحريات الشخصية في بلاده، قرّر السفر خارج الكويت في فترة الانتخابات، ربما لأن «فيلكا» مازالت تفتقر إلى «الوناسه»

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 1369 - الإثنين 05 يونيو 2006م الموافق 08 جمادى الأولى 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً