العدد 1369 - الإثنين 05 يونيو 2006م الموافق 08 جمادى الأولى 1427هـ

مياه

حسن العالي comments [at] alwasatnews.com

وفقاً لإحصاءات عالمية صدرت حديثا، فإن في المئة، أي نحو , مليار شخص من سكان العالم، يعانون من أزمة مياه، وإذا استمر الوضع على هذه الوتيرة )من الاستهلاك( فإن الأزمة ستطال في المئة من الناس في العام . وتوضح هذه الاحصاءات أن مليوني طفل يموتون سنوياً بسبب مشكلات تتعلق بالمياه، وذلك بسبب تجفيف الأنهار والمستنقعات وتدمير الأنظمة البيئية.

وهذه الاحصاءات المخيفة تعيد الى الأذهان مرة اخرى التحديات التي تواجهها دولنا في مجال تنمية الموارد المائية، إذ تعتبر من التحديات البارزة خلال القرن المقبل وخصوصاً أن هناك تناقصاً تدريجياً في هذه الثروة بينما هناك تزايد في الطلب عليها بفعل زيادة معدلات النمو السكاني واعداد المقيمين. وفي دراسة مفصلة وعلى مستوى كبير من الاهمية اعدها اختصاصيون في المعهد القومي لبحوث المياه في مصر تبين ان المنطقة العربية تصل الى حد الفقر المائي اذا ما اخذنا بالمقياس العالمي لحاجة الفرد من المياه في العالم وهي متر مكعب على اعتبار ان حصة الفرد في العالم العربي اقل من هذه الكمية.

وتشير الدراسة الى ان معظم الدول العربية ومن بينها الدول الخليجية كانت تعاني من شح المياه مع نهاية القرن العشرين بعضها بصورة حادة واخرى لاتزال فوق حد الفقر المائي وتبين هذه الدراسة ان ثلثي مياه البحر المحلاة موجودة في الشرق الاوسط ومعظمها في دول الخليج وبعض الدول العربية )مياه البحر المحلاة في العالم تصل الى مليون متر مكعب يومياً(.

وعلى امتداد مساحة الوطن العربي البالغة مليون كلم مربع هناك كميات وفيرة من المياه الجوفية المتجددة وغير المتجددة كخزانات المياه الجوفية في طبقة الحجر النوبي بالصحراء الغربية ممتدة عبر السودان وتشاد ومصر وليبيا، وفي طبقة الدمام العميقة في السعودية وعين الفيجة في سورية.

وعلى رغم انه لا توجد تقديرات متوافرة عن مجموع كميات مصادر المياه لكن يتبين ان مصادر المياه من خارج الوطن العربي تقدر بنحو في المئة من مجموع مصادر المياه العربية، وان الدول الخليجية الواقعة فوق حد الفقر المائي هي سلطنة عمان، اما بقية الدول الخليجية فتقع تحت خط الفقر المائي.

ويتوقع خبراء مائيون ان يقترب العجز المائي للدول العربية في الركن الغربي من الوطن العربي العام من مليار متر مكعب سنوياً. اما بالنسبة إلى الدول العربية في الركن الشرقي من الوطن العربي فسيكون نحو مليار متر مكعب سنوياً. وهذا ان دل على شي فانما يدل حسب ما يقوله هؤلاء الخبراء ان الوطن العربي مقبل على مشكلة مائية كبيرة في هذا القرن، لا يمكن تجنبها الا من خلال منظور قومي وتعاون كامل بين امكانات الاقطار العربية لتجنب ما يعرف بحرب المياه في القرن المقبل. ويشدد الخبراء على ضرورة التنسيق بين مراكز وجهات البحوث المائية في الوطن العربي والتنسيق ايضاً بين جهات الاعلام المائي لتقوم ببرامج توعية لمستخدمي المياه في العالم العربي

العدد 1369 - الإثنين 05 يونيو 2006م الموافق 08 جمادى الأولى 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً