الأخبار الصادرة والمقروءة في صحف الأمس تقول إن الشرطة البحرينية عملت بعض التحريات عن مجموعة من الآسيويين الذين يخالفون القانون البحريني... توصلت تحريات الشرطة إلى أن مجموعة منهم يتاجرون في بيع المسكرات (لا نعلم بيع فقط أم صناعة محلية وبيع)... توجهت مجموعة من رجال الشرطة للقبض عليهم... الآسيويين الأذكياء شاهدوا الشرطة وهربوا منهم إلى سطح البناية مختبئين، وبعدما تأكدوا من رجوع رجال الشرطة إلى قواعدهم سالمين ولكن غير غانمين، خافوا أن يعودوا لشقتهم المراقبة ولذلك فضلوا أن يواصلوا لعب الورق (تسمى البتة في المنامة، والزنجفة في المحرق) على سطح البناية... الظاهر أنهم يلعبون القمار لذلك فقد تشاجروا فيما بعد وعلا صراخهم، ما حدا بسكان البناية المزعوجين إلى الاتصال بالشرطة للقبض عليهم... بعدين اكتشفت الشرطة أن الذين قبض عليهم بلعب القمار هم أنفسهم الأسيويون المطلوبون في بيع المسكرات.
أخبار لعبة الورق تمر على بعض الناس مرور الكرام... ولكن عندما تصل هذه الأخبار للخبراء (إحم إحم) فإن الوقفة بجانبها تكون مطلوبة ومرغوبة لتنوير الناس بما هو حاصل في المجتمع البحريني، وبالخصوص بين الآسيويين وبعض الشباب البحريني الضايع... لأننا نعلم بأن هناك أوكاراً للقمار منتشرة بكثرة في البحرين، وهناك هوس عند الرجال اسمه الضمرة والنخال... وعلى طاري هاتين اللعبتين القماريتين، فإنني أعرف شخصاً (مركزه كبير الآن) وعنده هوس بهتين اللعبتين، وعندما ذهب إلى مصر للدراسة (في ستينات القرن الماضي) وسكن في شقة مفروشة، أخذ يجمع عدداً من أصحابه الطلبة المصريين، ثم علمهم كيف يلعبون النخال والضمرة، وسماهما (النئال والزمرة) حتى تنطبق على منطوقهم، ومن ثم بدأ يحسب عليهم أرضية الشقة وسماها (الترانشيب).
نعود إلى أنواع أوكار القمار الموجودة في البحرين... نوع يكون على شكل شقة فخمة مفروشة بالكامل يملكها أحدهم وأحياناً مؤجرة بالحطية (يتضامنون في دفع إيجارها) ويرتادها الرجال المليانين أصحاب العوائل في ليالي العطل الرسمية، وبعد قليل من الشراب وشوية مزمزة، يبدأون في لعب القمار مع بعضهم بعضا... أحياناً يكون اللعب على خفيف، وأحياناً (وهو في غالبية الوقت) يكون على ثقيل وتبدأ معه الديون والحسابات فيما بينهم... ونوع آخر من الأوكار وهو على شكل خيمة موجودة بالقرب من أحد المنازل (وهي أيضاً للبحرينيين فقط) ويرتادها الشباب الواعد والصاعد للمستقبل، يشربون فيها الشاي والقهوة فقط، ولكن الورقة عندهم هي العمود الفقري للجلسة.
النوع الثالث هو عبارة عن شقة عادية موجودة في إحدى البنايات العزابية المتناثرة في منطقة العاصمة، وهذه الشقة يستأجرها أحد المستهترين (البايع عمره ومخلص) ويفرشها حيالله فرش، ويدعو من يعرف شغفهم بالقمار وبالمشروبات الكحولية... في هذه النوعية من الأوكار يختلط الحابل بالنابل، بحرينيون على خليجيين على عرب على آسيويين... ومن الجنسين أحياناً... هم يلعبون القمار ويشربون، وهو يفرض عليهم أرضية ويبيع عليهم المسكرات... جلساتهم تمتد من المغرب وحتى وجبة الغداء التي يجلبها صاحب الشقة على حسابه، الكل يخرج خاسراً وهو يكون الرابح الوحيد من هذه العملية.
النوع الأخير هو عبارة عن حجرة صغيرة (معفوسة) وموجودة وسط خان (يسمى بناية جزافاً) وهو مخصص لسكن العمال الأجانب (الفري فيزة في معظم الأحوال)... هذا النوع من الأوكار هو أسوؤها على الإطلاق، لأنه يدار بواسطة عصابات آسيوية تسيء إلى بلادنا أولاً، ومن ثم تسيء إلى كل من يسكن حوله أو بقربه، ويعمل فيه كل ما يخطر أو لا يخطر على البال من الممنوعات والتجاوزات... هذه العصابات لها جذور قوية في بلادها الأصلية، والموجودين منهم عندنا، هم بعضاً من أفرادها المرسلين عمداً لتنفيذ بعض التهديدات وفرض الأتاوات على العمال المساكين والقادمين من نفس البلد... وتمتد سيطرة من يدير هذه الأوكار على الغالبية العظمى من العمال الآسيويين في الشركات البحرينية والأجنبية، وأسلوبهم هو أما الدفع أو الضرر لعائلتك في الوطن.
هذا هو الموجود من أنواع أماكن القمار في الوقت الحالي... وسأوافيكم بآخر المستجدات عن (النئال والزمرة) عندما يتوافر لدي أي خبر جديد
إقرأ أيضا لـ "سلمان بن صقر آل خليفة"العدد 1368 - الأحد 04 يونيو 2006م الموافق 07 جمادى الأولى 1427هـ