«التجنيس الرياضي» مفردة لم تكن نألفها في الزمن القريب الماضي ولم نكن أصلاً نحتاج إليها في ظل الكم الكبير من المواهب المتميزة على أرض بلادنا الطيبة والتي تفتقر إلى وجود البنية التحتية القوية من المنشآت المتكاملة والملاعب الصالحة وعلى رغم ذلك إلا انها استطاعت عناصرنا البشرية بحبها وعشقها لوطنها أن تحفر الانجازات على الصخر وتؤكد أن موهبتها مازالت تنتج بالظروف نفسها.
وهذه المفردة الغريبة على واقعنا الرياضي بدأت تقتحم الحصون المنيعة فيها وبدأت رياحها تغطي المجال الكروي من دون سابق انذار ومن دون أن يكون الناتج الأكبر بالفائدة موجوداً جراء من تم تجنيسهم ومنحهم الجواز الأحمر البحريني لانهم ليسوا بالمستوى الفني الذي تستفيد منه الفرق المحلية أو حتى المملكة في منتخباتها الوطنية ولأن أيضاً البديل الوطني بل الأساسي هو الأكفأ من هذا المجنس الكروي، لانه ترعرع في أرض عشقها وأحبها وأحب أهلها.
علينا أن نعيش الواقع الموجود في المملكة ووضع هذه الأمور في الميزان مع الإجابة عن الأسئلة المطروحة بهذا الشأن قبل أن تغلي الساحة بهذه العملية غير الصحيحة والتي تفتقر إلى الاستراتيجية والخطة المستقبلية للحفاظ على المستوى المكتسب على أيدي أبناء الوطن في المحافل الخارجية.
نريد أن نسأل سؤالاً مشروعاً هل أن هذا اللاعب الكروي المجنّس لديه الفكر الفني في عالم الكرة يعجز عنه اللاعب المواطن من الوصول إلى بواطن الكرة وبالتالي نستفيد منه في صقل المواهب الوطنية وهل من جُنّسوا فعلاً لديهم مثل هذه الأمور؟! وان كان غير ذلك فالتجنيس في هذا الحال سلبي وعشوائي وليس فيه ما يشبع النفس من الآمال بل يحولها إلى الإحباط واليأس ويرمي الكرة بسهام الكراهية ثم اندثار المواهب المتبقية وبعدها سنبكي على حالنا ولكن قبل أن نصل إلى هذه الحال يجب علينا التصدي لهذه الظاهرة المرفوضة والعمل على إبراز المواهب الوطنية والعمل على معالجة البنية التحتية جذرياً حتى لا نقع في الهاوية أخيراً
إقرأ أيضا لـ "هادي الموسوي"العدد 1368 - الأحد 04 يونيو 2006م الموافق 07 جمادى الأولى 1427هـ