القارئة العزيزة، والمتابعة الدقيقة لتفاصيل التفاصيل فيما أكتبه، الأخت أميمة عبدالغفار، أقدر عالياً متابعاتك وتعليقاتك؛ وإن اختلفت معك، فإن هذا جهدي، وذاك جهدك في البحث والمعرفة وتقصي الحقيقة. ولما في رسالتك العميقة من رأي، يشايعك فيه الكثير من القراء، فإنني أود التعليق على بعض ما ورد فيها باختصار.
«يدخل كلامك في أن تقوم (إيران) بمساعدة الفلسطينيين بدون توقع مقابل في إطار الأمنيات التي ليس لها مبرر ولا تفسير منطقي». الأخت العزيزة، مادامت الجمهورية الإسلامية في إيران تدعي أنها تمثل حامية من حماة الإسلام، وإنها تذود عن الإسلام الجامع؛ فعلى أي أساس تطلب مقابلا من الفلسطينيين؟! هل المملكة العربية السعودية أو دولة قطر أو دولة الكويت أم مصر بجيوشها والحروب التي خاضتها من قبل، هذه الدول هل طلبت مقابلاَ من الفلسطينيين؟!
فيما يخص مساعدات الدول الأوروبية وإنها فلوسهم و«كيفهم»، معك حق. ولكن على الدول الأوروبية وأميركا معهم أن لا يتبجحوا علينا بمصطلح «دعم الديمقراطية»، فطالما تصادمت الديمقراطية مع مصالحهم ضربوا بها عرض الحائط! وأما بشأن سياسة «حماس» قد نتفق أو نختلف معها ولكن الحديث عن تجويع الشعب الفلسطيني؟!
وتقول أميمة: كان الفلسطينيون يتمتعون بالمعونات من الحكومات الغربية أين ذهبت هذه المعونات؟! حتما لم يتم الاستفادة منها في بناء مستشفيات أو مدارس أو خلق اقتصاد قوي غير معتمد على الخارج. كل ما هنالك انها صرفت على تكثير عدد المسئولين في السلطة المتملينين. يجب أن تتم مسائلة المسئولين في فتح والسلطة الفلسطينية عن أين ذهبت الملايين ومن أين «لعرفات» الملايين الذي مات وتركها لزوجته! أوافقك الرأي، من يحاسب المافياوات التي «ترسملت»، أليس أحد أسباب انتخاب «حماس» الفساد الناخر في السلطة الفلسطينية؟
وتتحدث أميمة عن ما تقوم به إيران في العراق بالنسبة لإيران اعتقد بان «إيران» لديها مصالح في العراق، مثلها مثل أية دولة أخرى من الدول المجاورة للعراق، والتي ترسل الأسلحة والانتحاريين وتعزز فريقا على فريق آخر لمصالحها الخاصة. اعتقد يا أخت أميمة بأن التدخلات أنواع، هناك تدخل حميد كمساعي مندوب جامعة الدول العربية، وهناك تدخلات لها مآرب مصلحية كما ذكرت أنت وهي مرفوضة في كل قواميس القانون الدولي. تدخل المخابرات سواء «إطلاعات - الإيرانية» أو غيرها، لا يشك عاقل في خطئه، وضرورة رفضه!
هذه أجزاء من رسالة الأخت «أميمة»، ولتعذرني على الاقتطاعات، والتعليقات أيضاً. ولدي الكثير من الرسائل سأحاول بقدر الإمكان التعليق عليها، وليسمح لي الإخوة والأخوات على التقصير.
عطني إذنك...
يبدو أن بعض أعضاء الجمعيات الإسلامية بدأ حملته الانتخابية بطريقة لا تخلو من استغفال للناخبين مدعياً انه، وجمعيته، لم يفرضوا أشخاصاً على الناخبين! إذن لماذا كل هذا التنقل من مجلس إلى مجلس بمعية بعض المترشحين القادمين؟ تخدع من، وتتنكر لمن؟ وتدعم من؟ بغض النظر اتفقنا أم اختلفنا، الأهم أن نكون صادقين مع أنفسنا وأمام الناس؛ فالصدق منجاة
إقرأ أيضا لـ "محمد العثمان"العدد 1368 - الأحد 04 يونيو 2006م الموافق 07 جمادى الأولى 1427هـ