ما ان اعلن في الكويت حل مجلس الامة، حتى بدأت الاستعدادات على قدم وساق لاجراء الانتخابات الفرعية، وهي حفلة يشارك فيها الكثير من اعضاء مجلس الامة الحاليين بمن فيهم اعضاء كتلة الـ التي تسمي نفسها بالاصلاحية!
الانتخابات الفرعية هي من أسوأ ما تشهده الكويت في العرس الديمقراطي، ومع وجود قانون يجرمها إلا أنها تجرى على مرأى ومسمع الجميع، وفي اعلانات مدفوعة الثمن في الصحف، ولوحات تملأ الشوارع، ولجان معروفة ومشكلة بصورة علنية تنظم الامر!
لا أدري كيف يمكن القضاء على الفرعيات من خلال التعديل الاعرج للدوائر الانتخابية الذي اقترحته لجنة أحمد باقر الحكومية؟
هذا واحد من الشعارات الهوجاء التي اطلقت اثناء الصراع بين البرتقالي والأزرق في الاسابيع الاخيرة الماضية، وهو شعار اجوف لا يمت للحقيقة بصلة.
فالانتخابات الفرعية ستجرى بوجود الدوائر الـ أو العشر أو الخمس، بل وحتى الدائرة الواحدة... وحلها ليس في تعديل الدوائر، بل بتفعيل القانون، وبإطلاق يد القضاء لاسقاط عضوية النواب الذين يأتون من هذه الممارسة اللاديمقراطية، وبالوقفة الحازمة من التيارات السياسية بعيداً عن المصالح الانتخابية.
بعض القوى السياسية، ومنها الاسلامية، لديها اعضاء يدخلون هذه الانتخابات، ويحصلون على مقعد البرلمان من خلال اجراء الفرعية بين ابناء قبيلتهم. وكذلك بعض القوى الليبرالية ايضا عملت وتغاضت في مناسبات كثيرة عن الانتخابات الفرعية القبلية والطائفية، بل رعت في مناسبة معروفة تاريخياً انتخابات فرعية طائفية في المناطق الداخلية!
والمشكلة في الكويت، أنه في ايام الانتخابات لا صوت يعلو على صوت الناخب، فاذا كان هذا الصوت يأتي بالفرعية، تجد الاصلاحي والفاسد والمعارض والحكومي يضعون كل شيء جانباً ويركضون وراء الصوت، ونادراً ما تجد فيه الصدق فيرفض الدخول في الفرعيات، على رغم الثمن الباهظ الذي يمكن أن يدفع!
مع العلم أن هذه مصطلحات معيارية، فهي يمكن أن تنطبق على الجميع، وهي رموز تستخدم إعلامياً قد لا تجسد الحقيقة، وفي الانتخابات الفرعية الحقيقة الوحيدة الصارخة أنها جريمة، ومن يدخلها سواء بمسمى اللقاء التشاوري أو فرعيات السراديب، فهو الفاسد وإن اعتمر البرتقالي وصف نفسه مع كتلة الـ وادعى الاصلاح.
نفق الانتخابات الفرعية المظلم لا يمكن الخروج منه بالشعارات، ودغدغة عواطف الشباب، وانزالهم الى الشارع، بل بالتحاور والتكاتف ووضع مصلحة الكويت قبل المصالح الحزبية والفئوية والقبلية
العدد 1368 - الأحد 04 يونيو 2006م الموافق 07 جمادى الأولى 1427هـ