في التاسع من يونيو/ حزيران الجاري، وقبل أن يطلق حكم مباراة ألمانيا وكرواتيا صفارته مدشنا أول مباريات بطولة كأس العالم لكرة القدم، تضاربت التوقعات بشأن انعكاسات هذا الحدث العالمي على اقتصادات الدولة المضيفة والتي هي، هذا العام، ألمانيا.

محرر الصفحة الرياضية على موقع هيئة الإذاعة البريطانية كان متزنا فلم يبالغ في التفاؤل لكنه لم يغفل الإيجابيات، فألمح إلى أنه «على رغم التوقعات المتفائلة بانعكاس الحدث ايجابا على الانفاق الاستهلاكي وتنشيط قطاعات معاونة في اقتصاد الدولة المضيفة خلال نحو شهر، فلا تعتمد اكثر التقديرات تفاؤلا سوى زيادة بنحو اقل من عُشر نقطة مئوية ترفع نمو الناتج المحلي الاجمالي الالماني المتوقع الى نحو , في المئة للعام«.

وذيل مقاله بالقول «لعل اكبر العائدات من كأس العالم، تذهب للفيفا وليس للاقتصاد الالماني، تأتي من بيع حقوق البث التلفزيوني والتي يقدر انها وفرت عائدات بنحو , مليار دولار. اذا كانت عائدات مبيعات التذاكر وحقوق البث والرعاية تذهب للفيفا، فان العائد على الاقتصاد الالماني من توفير فرص عمل وانفاق مستهلكين، محليين وزوار، ليس بالقدر الذي يعزز التوقعات الكبيرة لتأثير ايجابي بارز على الاقتصاد«.

مقابل ذلك يتصدر قائمة المتشائمين مركز الأبحاث الألماني (The Economic Research Institute DIW) الذي يرى أن التأثيرات لاتستحق الذكر بما فيها تلك التي على سوق العمل، إذ يتوقع أن البطولة يمكنها أن تخلق « وظيفة إضافية جديدة ثابتة... وحتى عندما يضاف إلى ذلك عشرات الآلاف من الوظائف المؤقتة في قطاعات المطاعم والفنادق... إلخ خلال شهر البطولة فلا يمكننا الحديث عن تأثير مستمر على معدلات البطالة«. ويضيف التقرير أنه «حتى التأثيرات الإيجابية التي شهدتها الاستثمارات في قطاعات بناء وتشييد البنى التحتية، بما في ذلك تحديث الملاعب القديمة أو بناء أخرى جديدة ستكون محدودة إذ إن كلفها قد توزعت على سنوات مضت، ناهيك عن كونها منجزة«.

ويضع التقرير علامة استفهام كبيرة عن الفائدة المرجوة من البطولة على القطاع السياحي، ويستشهد ببطولة فرنسا العام والتي لم يتجاوز عدد السياح ذلك الرقم الاعتيادي السنوي.

يختلف مع الاثنين التقرير الصادر عن غرفة التجارة الألمانية (DIHK) والذي يؤكد «أن البطولة ستخلق ألف فرصة عمل جديدة ستنعكس إيجابا على معدل النمو الاقتصادي الألماني«.

ويمضي تقرير الغرفة في إيراد الكثير من الاحصاءات التي تعزز نظرة التفاؤل هذه.

وبعيدا عن كل تلك الأرقام، يواصل الفريق الألماني تدريباته من أجل الفوز، ويستمر الجمهور الألماني استعداداته من أجل مؤازرة فريقه