العدد 1368 - الأحد 04 يونيو 2006م الموافق 07 جمادى الأولى 1427هـ

كونوا أحراراً...

عادل مرزوق Adel.Marzooq [at] alwasatnews.com

-

بما أن نسبة الانضمام للجمعيات السياسية في البحرين ليس معلناً عنها، إلا أن «الحدس» يذهب إلى أن أغلبية الناس ليسوا أعضاء في جمعيات سياسية، وفي هذا الإطلاق الذي أدعيه «خير».

«المُتَحَزِبُون» لا يفكرون، ولا يريدون التفكير، ولا يريدون فتح آفاقهم في التأويل والتحليل والاختلاف. أن تتحزب خلف منظومة أيديولوجية معناه هو أن تعطي عقلك لآخرين يفكرون به نيابة عنك، كان هذا مجمل ما خرجت به معطيات النقد لدى نيتشه للحداثة السياسية، وإن كان البعض يرى أن «نيتشه» ليس أكثر من مثقف سياسي سيء!

إن الذين يفكرون لا يستطيعون الانضمام للأحزاب، إذ إن فضاءات التخالف لديهم عما هو سائد مفتوحة، وعليه، تجدهم أكثر الناس نزوحاً نحو اتخاذ قراراتهم السياسية بصفة فردية.

الدولة الحديثة، والأحزاب السياسية هي مؤسسات إدارة لـ «القطيع» الاجتماعي كما يعبر نيتشه، هي حالة من العودة للوراء لكن بطريقة أذكى قليلاً، والإنسان في خضم هذه الضغوطات سيكون في حال أفضل لو كان حراً في تفكيره، فرغم أن شتى الخيارات سيئة، إلا أن التفرد في قرار الاختيار بين أفضل السيء ميزة ثمينة نوعا ما.

تتعرض الأيديولوجيات الدينية السنية - الشيعية إلى زخم نقدي حاد، أضحت معه الكثير من الأوراق مكشوفة، فالمنبر الإسلامي والذي كان من المؤمل له أن يحصل على سبعة مقاعد تقلص حلمه إلى ثلاثة مقاعد أو أربعة، وليست الوفاق بأحسن حالا منه رغم ثبات نسبة مقاعدها، فالصراع الداخلي داخل الوفاق في حسم أسماء المرشحين بين العمائم والتكنوقراط أصبح حديث المقاهي، ويدرك الوفاقيون أن أمينهم العام الشيخ علي سلمان في مأزق لا يحسد عليه.

من جهة أخرى، يرى تيار «الأصالة» انه مستهدف من عدة جهات، اما العمل الإسلامي فلازالت خارطة خياراتها الانتخابية معقدة، ما يجرنا إلى الاعتقاد بضآلة حظوظها في المشاركة، أو الظفر بأحد المقاعد النيابية.

التيارات العلمانية واليسارية تبدو أكثر تنظيماً، إلا أنها تدرك أن حصولها على مقعد واحد هو أقصى ما تطمح إليه، فليست استعداداتها سوى زوبعة في فنجان.

في خضم هذه الرؤية المعقدة، يبقى للمواطن البحريني حق اتخاذ القرار الانتخابي، ورغم ان الولاءات السياسية هي أكثر وضوحاً على رغم انخفاض نسبة «التَحَزُب» السياسي، إلا أن الخروج عن أدب الالتزام الحزبي البغيض يعطي للبحرينيين فرصة - مساحة من التمحيص في أسماء المرشحين، يعطيهم الحرية في الاختيار، يعطيهم تلك الحرية التي لم تنجح الحكومة ولا الجمعيات السياسية البحرينية في منحهم إياها

إقرأ أيضا لـ "عادل مرزوق"

العدد 1368 - الأحد 04 يونيو 2006م الموافق 07 جمادى الأولى 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً