العدد 1368 - الأحد 04 يونيو 2006م الموافق 07 جمادى الأولى 1427هـ

«إيميل» منقوش في الصخر

علي نجيب ali.najeeb [at] alwasatnews.com

منوعات

في إحدى المرات، التقيت عميد كلية تكنولوجيا المعلومات وعلوم الحاسوب بجامعة اليرموك الأردنية، وقد كان الحوار حول ما وصل إليه التعليم في الجامعة، ومدى الإقبال على دراسة الأمور التقنية، وكيفية توظيف مثل هذه الأمور في التعليم.

والحقيقة أن ما ذكره العميد عن الجامعة والمستوى التعليمي والخدمي الذي يقدم للطلبة أبهرني وأثار إعجابي، إذ إنهم في الجامعة هناك يملكون شبكة معلومات داخلية، تتيح للجامعة تقديم امتحان على الإنترنت في كل كليات الجامعة، وهو أمر يوفر الوقت والجهد والكلفة، إلى جانب أنه يكفل دقة المعلومات ودقة التصحيح .

جميل ما سبقتنا إليه جامعة اليرموك، وفخر للأردن أن يكون ليديهم مثل هذا الصرح التعليمي الذي يملك - إلى جانب ما سبق - إحدى أكبر المكتبات الإلكترونية، إذ تضم حوالي مليوناً ونصف مليون كتاب من مختلف التخصصات، إلا أن المخجل - وليس القصد هو انتقاص الدولة الشقيقة - أن البحرين وهي الدولة النفطية، وكلنا يعرف الفرق حين مقارنة دولة نفطية وأخرى غير نفطية، أن جامعتنا الوطنية لاتزال بعيدة عن توظيف التقنيات، وأكثر ما في معاملاتها من تطور هو أن يدخل الطالب على موقع إلكتروني «بطيء» ولمن لا يعي مقدار بطء هذا الموقع يستطيع أن يختبره خلال أيام الحذف والإضافة، ومن خلاله يستطيع الطالب «فقط» أن يسطر ما يشعر برغبة في دراسته، متى، ومع من، ويترك الباقي على النظام الإلكتروني الذي يعمل عمل الروليت، ويختار ما يشاء من أوقات وأساتذة، ويرمي الطالب في صفوفهم.

إن أزمة الموقع الإلكتروني للجامعة يفسرها بعض طلبة تقنية المعلومات بأن كادر القسم المشرف على الموقع ليس أفضل الموجود، وأن هناك من الطلبة من هم أقدر على تسيير عمل الموقع والشئون التقنية في الجامعة، إلا أن الفرص تتجافى عنهم، ولا تتاح لهم فرصة إبراز مواهبهم حتى ولو على سبيل مساعدة القسم.

والمؤثر في الأمر أن الكثير من جامعات البحرين الخاصة - ولن نتكلم على المستوى العالمي - تستخدم التقنيات والحاسوب في إجراء معظم الإجراءات المرتبطة بالطالب، مثل التسجيل والدفع وحضور محاضرات إلكترونية وإرسال أسئلة وبحوث، وتقديم امتحانات وتسلّم النتائج، ولا نجد بندا في أجندة جامعة البحرين يبين رغبة الجامعة في تطوير نظام تعليم إلكتروني، أو نظام تواصل يهدف إلى ربط الطالب بوسائل التقنيات الحديثة المتاحة، وبذلك تتصبح تلك خطة بالتعاون مع مورد خدمة الإنترنت المحلي - بعد الربكة التي حصلت في الأسابيع الماضية من انقطاع الخدمة عن الكثيرين - للعودة بالمجتمع البحريني للوراء، عوضا عن دفعه للأمام، والانتقال به إلى الحقبة الزمنية التي يصفها الممثل «ولد الديرة» في إحدى المسرحيات بالقول: «في بلادنا، نجيب طابوقة، ونكتب عليها، ونرميها»، بدلا من استخدام الإيميل

إقرأ أيضا لـ "علي نجيب"

العدد 1368 - الأحد 04 يونيو 2006م الموافق 07 جمادى الأولى 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً