العدد 1368 - الأحد 04 يونيو 2006م الموافق 07 جمادى الأولى 1427هـ

وزارة التربية... نعم ولكن

سكينة العكري comments [at] alwasatnews.com

أكد وزير التربية والتعليم خلال الكلمة التي ألقاها في الاجتماع الثاني لوزراء التربية والتعليم بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ودول مجموعة الثماني الكبرى نيابة عن الدول الأعضاء المشاركة، بحسب ما نشر في الصحف المحلية «أن تطوير التعليم المنشود لا يمكن أن يتم اليوم بمعزل عن التعاون بين الدول وتبادل الخبرات وبناء الشراكات مع المنظمات التربوية الإقليمية والدولية المتخصصة من خلال مشروعات محددة تترجم التراكم المطلوب في مجال التعليم عموماً والتعليم الإلكتروني خصوصاً الذي سيشكل أفقا جديدا لتطوير التعليم».

إلى هنا ينتهي الاقتباس من كلمة وزير التربية والتربية، ولكن ما استغربه حقيقة من أن وزارة التربية والتعليم وللأسف الشديد تذهب لتبحث عن مجالات التعاون والتنسيق والانفتاح وبناء الشراكات المجتمعية بعيداً كل البعد عن المؤسسات التي تعنى وتهتم بتطوير التعليم في البحرين، وكأن كل ما يهمنا في هذه المرحلة تحديدا هو التعاون والتنسيق مع دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، في الوقت التي ينادي فيه المجتمع المحلي ومؤسسات المجتمع المدني، بتوطيد أواصر التعاون والتنسيق مع وزارة التربية والتعليم التي أحكمت أبوابها وأوصدتها في وجه طارقيها. وما أعرفه تحديداً أن المجالس البلدية وطوال الأربع سنوات الماضية في محاولات مستميتة تسعى من خلالها إلى التنسيق والتعاون مع الوزارة ولكن لا حياة لمن تنادي. ولكن وللأسف الشديد في المحافل الدولية ترانا نصدح ونغني على أهمية التنسيق والتعاون وكأنما اللوحة الفنية لن تكتمل إلا ببناء شراكات مع المنظمات التربوية الإقليمية والدولية المتخصصة أولاً وأخيراً، من دون النظر إلى من هم في البحرين وكأننا نؤمن بالمثل الشعبي «عذاري تسقي البعيد وتخلي القريب».

جمعية الوفاق الوطني الإسلامية أيضاً لم تكل أو تمل من طرق باب وزارة التربية والتعليم وكانت لها تجارب قديمة وأخرى حديثة، فالقديمة تتمثل في أن الجمعية خاطبت الوزارة قديماً بهدف الحصول على معلومات بغرض مساعدة الجمعية على وضع رؤيتها التعليمية والرؤية التعليمية تم صوغها وانتهت والوزارة لم ترد بل لقد تم تسليم نسخة من الرؤية التعليمية للجمعية إلى الوزارة ولم تفعل.

أما التجربة الحديثة فقد أرسل الأمين العام لجمعية «الوفاق» إلى وزير التربية والتعليم رسالة في منتصف شهر أبريل/ نيسان كانت تحمل مضامين راقية جداً، فجمعية «الوفاق» ليست فقط جمعية سياسية وتهتم بالبعد السياسي فقط بل تهتم بجميع المجالات وجميع الأبعاد بما فيها البعد التنموي، وتضع التعليم في أولوياتها ولكن الوزارة سامحها الله لم تتفاعل بشكل جدي مع مطالب «الوفاق»، الرسالة التي أرسلها الأمين العام والتي نشرت في الصحف بدواعي حفز وتنشيط الوزارة من خلال جهاز العلاقات العامة على الرد، إلا أنه إلى الآن لم نتلق أي ردود، يبدو أنهم لا يقرأون الصحف المحلية، أو أنهم يقرأون ولكن لا يهتمون أصلاً بما ينشر، إليكم نص رسالة «الوفاق» لوزير التربية:

«نسعى إلى دعم التوجهات والبرامج والرؤى التعليمية التي تتبناها وزارة التربية والتعليم والتي تهدف إلى التطوير وإصلاح التعليم، من منطلق مبدأ الشراكة المجتمعية ومن منطلق رغبة الوزارة في التطوير والتغيير وهذا ما نلمسه سواء من خلال التوجهات الأساسية أو الخطط والبرامج التي تتبناها الوزارة في الوقت الراهن.

الجمعية تؤكد أنه لا شك فيه أن الوزارة إذ تتبنى ذلك لابد لها أن تعاني من مشكلات وصعوبات ومعوقات قد تحتاج إلى دعم من شرائح المجتمع عموماً ومؤسسات المجتمع المدني خصوصاً، وعليه يسرنا أن نعلن لكم عن رغبة جمعية الوفاق الوطني الإسلامية في مد جسور التعاون، فيرجى من سعادتكم التكرم بوضع آلية واضحة لسبل التعاون وتحديد مجالاته لتحقيق الأهداف المنشودة والتي تعود بالنفع والفائدة إلى شرائح المجتمع. إلى جانب اننا نعلن لكم عن رغبتنا الأكيدة في تبني فعاليات مشتركة بين الوزارة و«الوفاق» مستقبلاً بحسب ما يراه سيادتكم مناسبا لذلك».

انتهت الرسالة، ولكن الرد لم يأتِ بعد، والسكوت خير جواب على مضامين الرسالة فلا الوزارة مستعدة للتعاون والتنسيق ولا مدّ جسور التعاون، ولا حتى تبني فعاليات مشتركة في المستقبل، بل إنها أصلاً لا تعاني من مشكلات ولا صعوبات، وبالتالي ليست بحاجة إلى المساعدة والعرض الذي تقدمه «الوفاق»، ولا هي مستعدة أيضاً إلى وضع آليات واضحة للتعاون، فكل ما تحتاج إليه الوزارة في الوقت الراهن أن تترك مؤسسات المجتمع المدني الوزارة لحالها لكي تمضي قدماً باتجاه البرامج والمشروعات التي تخطط لها بعيدا عن الشراكة المجتمعية، بل وتنفذها بعيداً عن وجع رأس الشراكة المجتمعية. اتركوا الوزارة وشأنها تنسق وتتعاون مع المنظمات والمؤسسات المتخصصة غير البحرينية، والداخلية عليها العوض، دعوا الوزارة تتكلم عن قصص نجاحها بعيداً كل البعد عن آليات التنسيق لئلا يحسب النجاح يرجع إلى التنسيق والتعاون وتطلع الوزارة «بلوشي»، للأسف الشديد لاتزال الوزارة تدار بالآليات نفسها، لا نقلل أبداً من أهمية التعاون والتنسيق مع المؤسسات الخارجية كما لا نقلل من أهمية تبادل الخبرات المتخصصة في مجال التعليم، ولكن ما نطلبه هو إعطاء الفرصة نفسها للمؤسسات المهتمة أيضاً بمجال التعليم داخليا حتى لا تشعر بالهضيمة.

بالمناسبة في اليوم نفسه الذي أرسلت فيه رسالة وزارة التربية والتعليم أرسلت رسالة مماثلة تحمل الأهداف والأغراض نفسها إلى وزارة خدمية أخرى، ولكن الفرق أن الرسالة الثانية بعد أسبوع تقريباً من تسلمها كان هناك جواب بهدف تحديد موعد للقاء للتنسيق والتعاون، ومنذ أسبوعين تقريباً حدث اللقاء وكان ناجحاً على جميع المستويات. فرق كبير جدا بين أن نحمل شعاراً وبين أن نفعله، فالجميع بمقدوره حمل شعارات، ولكن نادراً ما نرى الشعار يفعل ويكون واقعاً، وما نأمله لهذا البلد أن تبقى الشعارات على قدر عزيمتنا حتى لا نفرط في صدقية الشعارات

إقرأ أيضا لـ "سكينة العكري"

العدد 1368 - الأحد 04 يونيو 2006م الموافق 07 جمادى الأولى 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً