الحمد لله أن انتهت أزمة الدبلوماسي الإماراتي المختطف في العراق على خير، بعد أن أطلقت الجماعة التي اختطفته سراحه ليعود إلى وطنه وأهله سالما، بعد نحو أسبوعين من المعاناة والمصير المجهول.
وعلى رغم فرحنا الكبير بهذه النهاية السعيدة «المتوقعة» التي آلت إليها الأزمة، إذ أطلق سراح الدبلوماسي في فترة قصيرة قياسا بحالات أخرى كثيرة، فإنها تركت أيضا بعض الأسئلة وعلامات الاستفهام، وخصوصاً لدى العراقيين.
فالحكومة الإماراتية لم تستجب لأي من مطالب الخاطفين من أجل إطلاق سراح الدبلوماسي، فهي لم تغلق سفارتها في بغداد مثلما ورد في شروط الخاطفين التي بثت على شاشات التلفزيون، كما أنها لم تغلق قناة «الفيحاء» التي تبث من الإمارات، فلماذا أطلق سراحه إذاً؟ لا أعتقد أن أحداً سيقول إن الجهود «الدبلوماسية» أسفرت عن اقناع الخاطفين (أياً كانت أهدافهم أو انتماءاتهم) بالجهود الخيرة والطيبة التي تبذلها الإمارات في العراق، «والتجارب السابقة خير دليل»، وخصوصاً بالنسبة للدبلوماسيين العرب. إذا لم يتبق سوى دفع الفدية، وهي بالتأكيد مبالغ طائلة، فعلى «قدر أهل العزم تـأتي العزائم»، فأين ذهبت هذه الأموال؟ وأين ستستخدم يا ترى؟ أسئلة لابد أن يجيب عنها ذوو الشأن قبل أن تتحول هذه الأموال إلى سيارات مفخخة وصواريخ وقنابل تقتل مزيدا من الأبرياء في العراق الجريح
إقرأ أيضا لـ "فاضل البدري"العدد 1367 - السبت 03 يونيو 2006م الموافق 06 جمادى الأولى 1427هـ