العدد 1367 - السبت 03 يونيو 2006م الموافق 06 جمادى الأولى 1427هـ

«الكويتية» هل تكون أول خليجية تدخل المجالس المنتخبة؟

أميرة عيسى comments [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

انتظرت المرأة الكويتية طويلاً لتحصل على حقها في المشاركة السياسية، ومنذ إعلان هذه الحقوق وهي تعد العدة للانتخابات في ، إذ نشطت الجمعيات النسائية والأهلية في تنظيم البرامج لتأهيل الكويتية ودعمها بكل الوسائل لضمان مشاركتها بكل قوة. كما أطلقت شبكة المرأة العربية بالكويت في مايو/ أيار الحملة الوطنية لدعم المرأة المرشحة لمجلس في ذكرى إعلان حقوق المرأة الكويتية السياسية. إلا أن المرأة الكويتية وجدت نفسها أمام التحدي الأصعب بعد الأزمة البرلمانية الأخيرة وحل مجلس الأمة الكويتي واعلان موعد يونيو/ حزيران لانتخاب مجلس أمة جديد، مختصرة الوقت الذي كانت ستستغله في إعداد وتأهيل نفسها لتكون مستعدة لانتخابات ، ما يستدعي إسراع الخطى وشحذ الهمم لدخول منافسة شرسة مع الرجل الذي تمرس في العمل السياسي وخاض معترك الانتخابات لسنوات طويلة.

وتشكل نظرة المجتمع إلى مشاركة المرأة تحديا آخر أمام المرأة الكويتية، فهي على رغم ما وصلت إليه من مستوى عال في التعليم وعلى رغم مشاركتها الفعالة في مختلف المجالات سواء الاقتصادية أو الاجتماعية لاتزال تعتبر أقل درجة من الرجل. فقد علت الأصوات منذ الآن مبشرةً بفشل المرأة وعدم إمكان نجاحها وتهيأ النساء نفسياً لتقبل فكرة عدم النجاح، الأمر الذي يبدو جلياً في كثير من المقالات والأعمدة في الصحف الكويتية التي تسخر من قدرة النساء على خوض الانتخابات وعدم كفاءتهن، مشيرة إلى عدم إمكان نجاح أي مترشحة، مؤكدة أن أول من سيحارب النساء هن النساء أنفسهن. هناك أيضاً علامة استفهام كبيرة أمام المترشحات عن مدى استقلالية النساء وإمكانية الاعتماد على أصواتهن، إذ جاء في صحيفة «الوطن» الكويتية أن عميد كلية الشريعة محمد الطبطائي أفتى بأن الزوج إذا ما علق طلاق زوجته بالتصويت لمترشح ما فإن الطلاق يكون واقعا حتى وإن خالفت سراً، لتؤكد أن صوت الناخبة المتزوجة سيكون مسيراً وفقاً لاختيار زوجها.

ومع ارتفاع وطيس الحملات الانتخابية واقتراب موعد الانتخابات تزيد الضغوط على المترشحات من النساء، إذ يتعرضن إلى محاولات كثيرة من منافسيهن من الرجال لثنيهن عن الترشح بأساليب مختلفة كالرشوة واستغلال النفوذ العائلي والقبلي وهما العاملان الأكثر تأثيراً على العملية الانتخابية.

إلا أن ارتفاع عدد المترشحات إلى أكثر من مترشحة في مختلف الدوائر يؤكد أن المرأة الكويتية عازمة على خوض التجربة وممارسة حق لطالما انتظرته لسنوات طويلة. عملت الكويتيات بجد على صوغ برامجهن الانتخابية بما يتلاءم مع مطالب الكويتيين وبدأن بإدارة حملات انتخابية قوية وضعن لها شعارات مختلفة إلا أنها جميعا تدور حول محور واحد هو الكرامة والمساواة والتغيير والدفاع عن حقوق المرأة.

عيون العالم تراقب انتخابات الكويت التاريخية وعيون نساء الخليج ترقب الأمل في وصول نساء الكويت إلى المجلس المنتخب، فهل يتحقق طموحهن وتصبح المرأة الكويتية أول امرأة خليجية تدخل البرلمان؟

العدد 1367 - السبت 03 يونيو 2006م الموافق 06 جمادى الأولى 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً