مرة اخرى نعاود الكتابة عن الكويت وعن مدى نضج تجربتها في العمل الانتخابي والسياسي على مستوى منطقة الخليج، اذ يخوض مرشح بينهم امرأة كويتية في انتخابات مجلس الأمة الكويتي التي من المقرر ان تجرى في التاسع والعشرين من الشهر الجاري وذلك لاختيار نائبا يمثلون دائرة انتخابية.
لقد حالف الحظ نساء الكويت بعد ان حلّ امير الكويت الحالي مجلس الامة الشهر الماضي وهو مكسب استقطب انظار العالم نحو كيف ستكون تجربتهم مع غمار العمل الانتخابي من تصويت وترشيح.
لا ندري ان كانت المرأة الكويتية ستحصد مقعدا في مجلس الأمة، لكن في كل الأحوال تجربتها لن تقل اثرا أو ثقلا عن تجربة المرأة البحرينية التي اعلن رسميا الاسبوع الماضي أن بحرينية سيترشحن للانتخابات عامة من دون تحديد اي منها بلدي او نيابي... وان كان واقع البحرينية مختلفاً عن واقع الكويتية.
ففي الكويت لم تذهب النساء إلى الترشيح بعد اجتياز امتحانات القبول في برامج وورش عمل «تمكين المرأة» او ما شابه ذلك... بل قررت دخول التجربة لانها مفتوحة على مصراعيها لجميع النسوة، أي من أجل اثبات ان المرأة في الكويت قادرة ومتمكنة وان لديها من التاريخ الذي يؤهلها لخوض نضالها الطويل في الحراك النسائي في بلادها وهو حراك لا يجزئ ولا يصنف النساء بدرجات القبول أو الرفض، ولا يدار بعقلية الشرطة النسائية أو بتحقير خلفيات النساء وبيئاتهن الاجتماعية.
إن نساء الكويت ربما اكثر شدة وعزيمة من نسائنا في البحرين الذين نكن لهن كل المحبة والاحترام، لكن اظهار روح الاصرار والعزيمة الجادة عند الكويتيات تختلف عن تلك عند البحرينيات.
في البحرين قد تتخلف التجربة النسائية مع استمرار السجالات السلبية بشأن الحق في العمل السياسي البعيد عن أساليب ترتبط بنهج سابق للاصلاح، خصوصاً مع إصرار البعض على استحدام لغة الاوامر بدلاً من الحوار والتشاور، والشروع في برامج من دون حيوية تحمل شعارات التنمية والتمكين، ولكنها أقرب الى التحنيط والتجميد
إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"العدد 1367 - السبت 03 يونيو 2006م الموافق 06 جمادى الأولى 1427هـ