العدد 1366 - الجمعة 02 يونيو 2006م الموافق 05 جمادى الأولى 1427هـ

ما أرخص الدم العربي!

ايمان عباس eman.abbas [at] alwasatnews.com

منوعات

منذ الغزو الأميركي للعراق والمواطن يدفع ثمن الاحتلال بأشكال متكررة في ظل غياب الأمن والاستقرار ومقومات الدولة، مرة على يد ميليشيات مناوئة لطائفته ومرة للمجازر المستمرة التي ترتكبها يد الاحتلال الأميركي وليس آخرها ما تم الكشف عنه مدينة حديثة في محافظة الأنبار. ففي نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، انفجرت قنبلة لدى عبور قافلة أميركية وأسفر الحادث عن مقتل عنصر في «المارينز» وجرح جنديين آخرين. وبعد ذلك توجه عناصر من «المارينز» إلى منزل قالوا إنهم شاهدوا رصاصاً يطلق منه. وما أن دخل الجنود الأميركيون المنزل حتى أطلقوا النار على كل من صادفوه، فكانت الحصيلة سبعة قتلى بينهم طفل في الرابعة. وانتقلوا بعدها إلى منزل مجاور يعيش فيه زوجان وأولادهما السبعة، وسرعان ما أطلقوا النار عليهم ورموا قنابل يدوية في المطبخ والحمام، وحدها فتاة في الثالثة عشرة كانت الناجية.

ثم أكمل «المارينز» طريقهم نحو بيت ثالث فقتلوا أربعة أشقاء. وفي منزل رابع. لكن المذبحة لم تنته عند هذا الحد، إذ وصلت سيارة أجرة إلى المكان فيها أربعة ركاب وما أن شاهد السائق آلية أميركية مدمرة وجنودا متوترين حتى حاول العودة سريعاً، لكن «المارينز» أطلقوا النار فأردوا السائق والطلاب الأربعة داخل السيارة. ومن دون أي تفسير، تولى جنود أميركيون نقل الجثث الـ إلى مستشفى حديثة.

قصة مجزرة حديثة، التي حظيت باهتمام الإعلام الغربي، لا تقلل من أهمية مجازر أخرى يغيب عنها الإعلام. فالقصة تتكرر كثيراً في العراق، وسبق أن غطى الإعلام العربي ما عرف بـ «مجزرة المنصور» وعرفت يومها أن لا قيمة للدم غير الأميركي. فعندما تفضح المجاز تجد «مدمني سفك الدماء» العربية يخرجون على شاشة التلفزيون ويبررون بـ «دم بارد» ذلك الحادث، مشيرين إلى أنه يمكن للمتضررين أن يحصلوا على تعويضات. إلي هذه الدرجة دمنا «رخيص»؟!

يستحسن بنا في نهاية المطاف أن نترحم على قائل هذا البيت:

قتل امرئ في غابة جريمة لا تغتفر

وقتل شعب كامل مسألة فيها نظر

إقرأ أيضا لـ "ايمان عباس"

العدد 1366 - الجمعة 02 يونيو 2006م الموافق 05 جمادى الأولى 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً